عانت واشنطن في البداية من تفشي بق الفراش والآن تئن العاصمة الأمريكية من غزو حشرة بنية اللون تشبه الدرع وتعرف باسم البق النتن اثارت حيرة العلماء في كيفية التعامل معها. يبلغ طول البقة البنية المرقطة نحو نصف سنتيمتر تقريبا، وغالبا ما يصيبك مظهرها بشعور بالغثيان، لكن المشكلة الحقيقية تبدأ عندما تسحقها أو تثيرها فهي تطلق رائحة نفاذة كريهة. البيئة الطبيعية للبقة التي تشبه الدرع، البقة النتنة، واسمها العلمي (هاليمورفا هاليز) في بر الصين غير أنها انتقلت بمحض الصدفة الي الولاياتالمتحدة عام 1998 . ومنذ ذلك الحين والبقة المزعجة آخذة في الانتشار بأعداد هائلة، وشهد هذا الخريف كفاح العاصمة الأمريكيةواشنطن ضد غزو البق بأعداد كبيرة حول الأبواب والنوافذ. ومسألة قتلها ليست بالبساطة التي تبدو من الوهلة الأولى، فهي تطلق رائحة تشبه رائحة أقدام متسخة، عندما تسحقها. في البداية كان على الساحل الشرقي أن يخوض معركة مريرة للقضاء على بق الفراش الذي يقوم بامتصاص الدماء والآن حان دور معركة البق النتن. يقول وين وايت خبير مكافحة الحشرات في مركز"أمريكان بست"لمكافحة الحشرات والذي يخوض معركة خاسرة للسيطرة على غزو الحشرة: " لقد خرج الوضع عن إطار السيطرة .. الكثير من الضحايا اليائسين يبلغون عن (هجوم) آلاف من حشرات البق النتن على منازلهم". وشكت العجوز فران بلاك /78 عاما/والتي شهدت احتلال البق النتن لمنزلها قائلة "أمر مقزز للغاية.. لقد جربت كل شيء لأتخلص منها.. لكنني عجزت". واضافت "الوضع بالغ السوء في إحدى غرف منزلنا.. لدرجة أن الضيوف لا يمكنهم النوم هناك.. فالبق في كل مكان". ومع ذلك فإن البق النتن ،على خلاف بق الفراش، غير مؤذ ، فهو لا يعض ولا يلدغ وليس معروفا عنه نقل الأمراض. لكن عندما تنخفض درجات الحرارة في الخريف ، تبحث هذه الحشرات عن مخبأ تقضي فيه الشتاء وتجد طريقها للمنازل والمنشآت. وتمثل حشرة البق النتن أيضا خطورة شديدة على المحاصيل الزراعية، خاصة بسبب أعدادها الهائلة هذا العام. والمحاصيل التي قد تتعرض لضرر بالغ تشمل الفواكه والفلفل والطماطم والذرة الحلوة، وبلغ الامر أن شكا بعض المزارعين من انخفاض المحاصيل بنسبة عشرين بالمئة. وانتشر البق النتن الآن في 29 ولاية أمريكية، وقبل 12 عاما فقط وقت تسجيل ظهورها للمرة الأولى، لم تكن "الأخت الكبرى النتنة" كما يطلق عليها في الصين ، موجودة سوى في بنسلفانيا. حتى الآن لا يوجد مبيد ناجع للحشرة في الولاياتالمتحدة، والعلماء يقومون بجهود في اتجاهات مختلفة، منها مصايد الفيرومونوهي مادة كيماوية تجذب الحشرات.