أيام قليلة ويبدأ موسم الحج مدشناً تجارب جديدة وخدمات متعددة لضيوف الرحمن، ومن هذه الخدمات استحداث "قطارالمشاعر" الذي سمعنا وقرأنا عنه الكثير، وتباينت الآراء بين معارض لتكلفته العالية، وآخر مؤيد لخدماته المرتقبة من نقل الحجاج بين المشاعر بكل يسر وسهولة. وسيعمل القطار بما نسبته (35%) في موسم حج هذا العام، في حين سيعمل بكامل طاقته الاستيعابية في موسم الحج بعد المقبل، وكذلك سيقطع المسافة بين "منى، ومزدلفة، وعرفات" في سبع دقائق، وسيتم تشغيله بواقع رحلة كل دقيقتين، وتحمل كل رحلة ثلاثة آلاف حاج، ويرتفع قطار المشاعر عن سطح الأرض في بعض المناطق بنحو ثمانية أمتار، وفي مناطق أخرى يصل الارتفاع إلى عشرة أمتار، حتى لايتسبب في عرقلة حركة المشاة أو السيارات التي تنقل الحجاج من منى إلى عرفة ومن عرفة إلى مزدلفة ثم إلى منى، ويتيح لسكان مكةالمكرمة استخدامه في رمي الجمرات ومن ثم العودة إلى مواقف السيارات، وسيقوم القطار بنقل الحجاج بطول 18 كلم في الأماكن المقدسة، ويتضمن كل موقع في منى وعرفات والمزدلفة ثلاث محطات، وتصل الطاقة الاستيعابية للقطار إلى 70 ألف راكب في الساعة، فيما تتراوح سرعته ما بين 50 إلى 70 كلم في الساعة. القطار سيسهم في نقل الحجاج من وإلى الجمرات بيسر وسهولة وسيوجد داخل العربات شاشات عرض وأنظمة مراقبة وأجهزة تكييف، ومقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وعربات لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من مخيماتهم إلى المحطات، وسيسهم في توظيف العديد من الشباب السعودي، حيث سيكون هناك (1600) سعودي مؤهلين في تشغيل القطار، ومدير لكل محطة، وطاقم التشغيل والمراقبة وإدارة الحشود، وتستغرق الرحلة بالقطار من المحطة الأولى في مشعر عرفات إلى محطة القطار في منطقة الجمرات دقائق قليلة، وتعد فترة قياسية مقارنة بما كان يعانيه الحجاج من الازدحام والتأخر للوصول. وهذا المشروع الحيوي مهم لخدمة ضيوف الرحمن، ودعم منظومة النقل في الحج وفقاً لمعاييرعالمية، وبما يتفق ومتطلبات الحجاج وظروف وأسلوب النقل القصير والسريع بين المشاعر المقدسة، وتمكين الحجاج من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة، خصوصاً وأن موسم الحج سيكون في أشهر الصيف خلال الأعوام المقبلة مما يتطلب استخدام وسائل نقل سريعة ومريحة وفاعلة وقادرة على تحمل الاستعمال الكثيف، والقطار يأتي ضمن منظومة نقل تسعى الحكومة إلى جعلها منظومة متكاملة تشمل القطارات والباصات الكبيرة "نظام الترددية" وغيرها من وسائل النقل التي لا تخنق المساحة المحدودة في المشاعر ولا تضايق المشاة فيها. وبالرغم من تعدد الآراء ووجهات النظر حول قطار المشاعر وما استندت عليه من معطيات ودلائل يعتقد أصحابها أنها تدعم وجهة نظرهم، إلا أن الجميع متفائل بنجاح تلك التجربة الحضارية، وهذا ما يطمح إليه في نجاح المشروع مع بداية انطلاق التشغيل في مرحلته الأولى وتجربته البكر في حج هذا العام 1431ه، وذلك يمثل الانطلاقة لخوض تجربة استخدامات القطار كوسيلة نقل عصرية وفاعلة ليس في المشاعر المقدسة فقط وإنما في أرجاء الوطن. بناء جسور مرتفعة لعبور القطار بعيداً عن حشود الحجاج