أثار القرار الذي أصدرته وزراة التربية والتعليم بالسماح للمدارس الأهلية بدمج طلاب الصفوف الدنيا وتولي المعلمات تدريس الأطفال الأولاد لغطاً عند بعض الناس ، ومصدر هذا اللغط كالعادة هو من باب سد الذرائع الذي تشدد البعض في سده وإغلاقه حتى أصبح ذريعة لأحكام ما أنزل الله بها من سلطان ،ويسمح القرار بان يُدمج الأطفال بمدرسة واحدة مع استقلالية الذكور عن الإناث في فصول خاصة وتتولى المعلمات تعليمهم ، والواقع أن الإنسان ليعجب من المعترضين ويتساءل أي منهج يسيرون عليه ، وهل صحيح انهم ينطلقون من دوافع دينية أم أنهم يستندون إلى العادات والتقاليد ..ليت شعري ليتهم يقرؤون سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ويتأملون توجيهاته وتعليماته .. بأبي أنت وأمي ياحبيبي وسيدي محمد عليك السلام ليت قومي يفهمون جيداً هديك ورحمتك بعبادك ، في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع" وهو حديث حسن صحيح ،ومعنى الحديث واضح وصريح فالمصطفى يأمر بوجوب التفريق بين البنت والولد في أماكن النوم أي " الأسِرّة " بعد إكمال العشر سنوات ،بحيث يكون لكل طفل سريره الخاص ، ما يعني جواز وإباحة أن ينام الأطفال مع بعضهم قبل إكمال العشر سنوات ، فإذا كان التوجيه النبوي يبيح نوم الطفل والطفلة في فراش واحد ، فما بالنا نحتج ونعترض على تدريس الأطفال مع بعضهم دون العاشرة ، فالمعروف أن النظام التعليمي في المملكة يسمح للطفل بالالتحاق بالمدرسة حال إكماله الست سنوات ما يعني انه سيصل إلى الرابع الابتدائي قبل إكمال العشر سنوات ،فلماذا لا نقتدي بهدي المصطفى ونشجع وزارة التربية على تطبيق هذا النظام في جميع المدارس بل ونطالبها بدمج الصغار بنين وبنات في فصول واحدة ، ثم إن تولي المرأة تدريس الأطفال بهذا العمر له فوائد كثيرة ومتعددة ، فالمرأة هي الأم التي خلقها الله سبحانه وتعالى وأودع فيها مشاعر العطف والحنان ، فهل نريد أن نحرم أبناءنا الصغار من عاطفة الأمومة المتدفقة بالرحمة والعطف والمودة .