كثيرون تحدثوا عن مصير الصحافة الورقية بعد ظهور ما يسمى بالصحافة الإلكترونية والتهديد الذي قد تشكله تلك المواقع للصحافة الورقية، وبعد ظهور الكم الكبير من المواقع الإعلامية والصحافية في المملكة ومشاهدة المحتوى اليومي لتلك المواقع، اتضح أن من يراهن على تلك المواقع سيكتشف أنه وقع في خطأ كبير ذلك أن ما ينشر في تلك المواقع لا يعدو كونه ردحاً بالمفهوم العامي، وأصبحت مكاناً لكل من هب ودب يكتب ما يشاء من دون حسيب ولا رقيب بل وتعدى ذلك في المواقع أن أصبحت مجالاً لتصفية الحسابات وبث الأخبار التي لا أساس لها ولا صدقية. متى ما أراد المحرر في تلك المواقع أن يُشّهر بأحد، كتب خبراً مغلوطاً عنه وسرعان ما تتناوله المواقع الإلكترونية الأخرى حتى ينتشر الخبر ويتداوله الناس وكأن القائمون على تلك المواقع يعتقدون بممارساتهم هذه أن المعلنين سيهجرون الصحافة الورقية ويهرولون إلى مواقعهم ما جعل كثيرين ينشئون المواقع والصحف الإلكترونية طمعاً في جزء من الكعكة ولكنهم نسوا أن الصدقية عامل مهم في كسب ثقة الناس أولاً والمعلن ثانياً إذ إن الأكاذيب والإشاعات والإثارة البغيضة لا تصنع عملاً إعلامياً ناجحاً لوعي الناس أولاً ولتضرر كثيرين من تلك المواقع. ولو استعرضنا القائمة الطويلة من تلك المواقع لا نجد سوى موقع قناة العربية وإيلاف من يعمل بحرفية ومهنية عالية، ويستحقان بالفعل أن نسميهما مواقع إعلامية محترمة لأنها حريصة على دقة الخبر وتملك مكاتب فعلية في جميع الوطن العربي ويديرها مجموعة من الإعلاميين المحترفين والصحفيين المتمكنين وهذا ليس دعاية للعربية أو إيلاف فهما يحظيان بمتابعة كبيرة إنما أيضاً لسوء المواقع المتبقية التي تعتمد على موارد شركات الاتصالات ولا يعمل لديها سوى مدخل معلومات واحد يقوم بكتابة ما يرده من أخبار غير موثّقة ويرسلها للمشتركين. ولعل قرار وزارة الثقافة والإعلام في إنشاء إدارة للصحف والمواقع الإلكترونية تضع من خلاله تلك المواقع تحت مظلتها قراراً صائباً وذلك لتمادي بعض تلك المواقع في التجاوزات الكبيرة وأصبح التنظيم أمراً ملحاً وضرورياً لتلك المواقع والصحف الإلكترونية حتى يعرف أصحابها أن هناك عقوبات وقضايا ستتخذ بحقهم إذا تجاوزت مواقعهم المحاذير الكتابية ولم تلتزم الآداب العامة. وهذا القرار أيضاً سيعيد تشكيل وبلورة كثير من تلك المواقع والتي بالتأكيد لن يصمد منها سوى موقع واحد أو اثنين فقط وستكون خيبة الأمل كبيرة لمن راهن على غياب الصحف الورقية وغلبة الصحف الالكترونية.