يعجبك في غزارة علمه وبساطة حديثه وآرائه الوسطية..الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله - الذي تسمر السعوديون أمامه لمشاهدته عبر الشاشة قرابة 30 عاماً في أطول برنامج تلفزيوني عرفه السعوديون منذ" 1967 – 1992 م" هذا التاريخ الطويل لن ينساه السعوديون على مر التاريخ فبرنامج " مائدة الإفطار " كنز تاريخي تحتفظ به القناة الأولى في أرشيفها وتحرم متابعيها وجمهورها منذ سنوات طويلة بالتذوق من هذه المائدة المليئة بالمواعظ والمواقف الدينية رغم أن عفوية الطنطاوي وروحه التوجيهية والوعظية والفكاهية في بعض الأحيان التي تفيض منه صالحة لزماننا الحالي وبعيداً عن بعض المشائخ " المتجمدين والمتشنجين " في فضائياتنا والذين صبوا اهتمامهم وانشغلوا في إطلاق فتاوى غريبة أشبه بالنكت وابتعدوا عن حث الناس ليستمتعوا بروحانية وبساطة ويسر دينهم. حب الناس لعلي الطنطاوي لم يأت من فراغ أو بمحض الصدفة بل جاء لبساطته في الظهور راسماً صورة أقرب لمشاهديه باستشهاده الواقعي لحياته لدرجة أن يشعرك أنه يتحدث بجوارك دون أن يميل إلى تنفيرك من متابعته لما نشاهده الآن في الكثير من البرامج الدينية بالحضور المتكلف وعدم الابتسام !! والحرص على الشكليات بارتداء البشت والشماغ "الأهرامي" بطريقة كيه الغريبة.. بالإضافة إلى استغلال المشاهدين واستعطافهم كعمرو خالد وغيره بحيل عاطفية وسط صراخ ساعين لترسيخ تنظيراتهم وعواطفهم قبل دخول الفكرة الروحية إلى عقل المتلقي بتمعن وبشكل لطيف وميسر. "على مائدة الإفطار"كنز مغلق يستوجب إعادة فتحه وتقديمه للمشاهدين عبر التلفزيون الأم للسعوديين ليس في رمضان فقط بل على مدار العام وحتى وإن كان مستوى البرنامج الفني من استديو وتصوير لا يتناسب مع هذا الزمان, لكن لم يعد المشاهد يهتم بالشكليات المملة بل بالقيمة الحقيقية للبرنامج الذي يفتقده حالياً وتكريماً لهذه الشخصية غير المتشنجة وغير متكلفة فأحبها السعوديون على مر العقود, خصوصاً وان التليفزيون بحاجة في هذا الوقت لسحب وجذب مشاهديه الذين هجروه مع بزوغ وتعدد وتنوع فضائياتنا. في بدايته