الذكرى ليست في يوم وفاته كالمعتاد الذي عرف عنه في الاعلام العربي, لكن البادرة التي أتت بها صوت الخليج وتميزت في ان تقدم برنامجاً متكاملاً عن ذكرى يوم ميلاد طلال مداح- رحمه الله-بتخصيص برنامج كامل مدته ساعة ونصف الساعة, تخلل البرنامج إذاعة مقاطع من أغان تسمع لأول مرة وتعد من النوادر مثل" كبير الفرق - متى ستعرف - زلة بريئة - شاعرة والليل شاعر - قالت لي الليلة" وغيرها. البرنامج حظي باتصالات مميزة من رفقاء درب الراحل طلال مداح في الوسط الفني والاجتماعي اشادوا جميعا بفن واخلاق الاستاذ رحمه الله, حيث ذكر الملحن سامي احسان ان طلال مداح هو اول من وضع اسس الاغنية السعودية الحديثة التي نسمعها اليوم, انطلاقا من اغنية "وردك يا زارع الورد"التي وضع فيها كوبليهات وموسيقى وادخال مقدمات موسيقية في كثير من الاغاني التي لحنها لاحقا, مشيرا إلى ان طلال اختلف عمن سبقوه من فنانين لاقتصارهم على النقل دون التطوير وهذا ما ميز طلال بوضع قالب للاغنية السعودية والتي استمر على نهجها الجميع من بعده الى الآن, مؤكدا على أفضال الراحل على من اتى بعده بالأخذ بيدهم وانا منهم. الموسيقار سراج عمر قال: ان هناك اغاني صعبة في ادائها وتنقلاتها لا يجيدها سوى طلال مداح , منبهاً ان الاستاذ طلال مداح لا يعوض ليس محليا بل عربيا, وتحدثت الشاعرة الرقيقة هتان عن انجازات طلال مداح وحصوله على وسام استحقاق فرنسي كما ان بعض مقطوعاته تدرس في جامعة السوربون الفرنسية, اما الملحن الكويتي الكبير يوسف مهنا فقال: ان طلال مداح هو احد اهم الاصوات العربية على الاطلاق ويقول من حسن حظي ان غنى لي طلال مداح 6 اغان من الحاني كان اولها عام "1964م" وهي سامرية كويتية بعنوان( علامة) وقد تعلمنا منه الأداء والاخلاق, ونوه عن جرأة طلال مداح وحبه للتنويع والغناء بجميع الالوان المختلفة, وعما يميز قيثارة الشرق ذكر المهنا: ان الاستاذ طلال تميز بجمال الصوت الممزوج بالإحساس بالكلمة والأداء والنغم ويستطيع ان يؤثر في المستمع بسهولة, مشيرا الى ان لثغة الراء او اي حرف آخر تعتبر عيبا لأي فنان ما عدا طلال فكانت للثغته ان زادت صوته جمالا فوق جماله, كما انه يملك نفس القوة في طبقتي القرار والجواب إضافة ان طلال عازف بارع على العود مما جعله مبدعاً في جميع حالاته. واستقبل البرنامج اتصالات اخرى من زوجة طلال مداح ام خالد ( المصرية) وصديق الراحل الاستاذ اسامة المحضار الذي تحدث عن الجانب الإيماني عند طلال مؤكدا ان طلال كان قلبه مليئاً بالإيمان وكان رحمه الله كثير الاعتمار وزيارة المسجد النبوي الشريف باستمرار وكثير التهجد والصدقة , مبينا انه على مدى أربعين عاما من مصاحبته للراحل لم يلحظ عليه كذبة واحدة قط بل كان صادقاً دائماً في أقوله وافعله مضيفا انه لم يشهد عليه حقداً او غلاً لأحد ما وكان دائماً يوجد العذر لمن يسئ له بقوله يمزح او لا يقصد, وتحدث الملحن صالح الشهري عن الراحل عن اول عمل معه وكيف كان مرتبكاً ومتوتراً قبل لقائه معللا ذلك بانه يقابل هرماً كبيراً تربينا على فنه وأغانيه ولكنه اوضح بأنه مجرد ان قابل الراحل طلال مداح, تلاشى كل شيء وكأنه يعرفه من سنين واوضح الشهري أن تعامله مع الراحل اسهم بشكل كبير في التطور اللحني لديه, كما شارك في البرنامج الشاعر مبارك الحيبي والاستاذ عبد الله مداح وغيرهما.