أبنت الأوساط الفنية والإعلامية والثقافية بدولة الكويت الفنان القدير غانم الصالح الذي انتقل إلى جوار ربه أول أمس في أحد مستشفيات لندن إثر صراع مع المرض. واعتبرت تلك الأوساط الفنان الراحل غانم الصالح أحد الرموز الشامخة في مسيرة الكويت الفنية والإعلامية وأبرز النجوم الذين ساهموا في بناء النهضة الفنية والإعلامية التي عرفتها البلاد منذ فجر الاستقلال حتى الآن. وأشاروا في تصريحات متفرقة إلى أن الفقيد كان في طليعة الكوادر الفنية التي انخرطت بالعمل الفني والإعلامي سواء من خلال عمله في تأسيس فرقة المسرح العربي في عام 1961 أو عبر قيادته لمراقبة التمثيليات بتلفزيون الكويت "حيث كان وراء إنجاز العديد من الأعمال الدرامية المهمة". وقال وكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك الصباح أن رحيل "قامة" مثل الفنان الراحل غانم الصالح "تمثل خسارة كبرى للحركة الفنية في الكويت" مشيراً إلى أن الفقيد "من تلك النوعية من الفنانين الكبار الذين وضعوا اسم الكويت أمام أعينهم فكانت مساهماته وإنجازاته وبصماته لتؤكد بعضها بعضاً وتعمق بعضها الآخر". وأشاد بالتزام الفقيد وفهمه المتميز لفنه الأمر الذي منحه الإبداع وعلو المستوى ما ساهم في حضوره عبر كمٍ من الأعمال الكبيرة التي ستظل حاضرة في وجدان الحركة الفنية في الكويت ومنطقة الخليج العربي مشيراً إلى الأعمال الأخيرة التي أداها الفنان الراحل وعرضت في شهر رمضان الماضي. من جانبه قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي في تصريح مماثل أن "الساحة الفنية والثقافية الكويتية فقدت أحد أبرز أبنائها المخلصين وأحد رواد الحركة المسرحية" في الكويت الفنان غانم الصالح. وأضاف الرفاعي أن الفقيد كان أحد "العمالقة الذين قامت على أكتافهم النهضة المسرحية في الكويت" مشيراً إلى ما كان يتحلى به الراحل الصالح من التزام القيم والمبادئ الراسخة في العمل المسرحي وما تركته أعماله المسرحية والتلفزيونية والإذاعية من بصمات واضحة على الساحة الفنية. واستذكر حرص مسؤولي المجلس الوطني للثقافة الدائم وإصرارهم على مشاركة الفقيد في الندوات الفكرية والثقافية بهدف تقديم رؤيته الإبداعية للأجيال المسرحية الشابة. وتقدم الرفاعي باسم المجلس وباسم الأسرة المسرحية والفنية الكويتية الى أسرة الفقيد بأحر التعازي القلبية في مصابهم الأليم سائلاً المولى القدير أن يلهم الجميع الصبر والسلوان. من جانبه أشاد الفنان محمد المنصور بالبصمات الفنية التي تركها الفقيد الفنان غانم الصالح من خلال مشاركاته على مدى عقود في أعمال كثيرة مستذكراً في هذا السياق دور الفقيد في مسرحية "على جناح التبريزي وتابعه قفة" التي نالت جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان دمشق المسرحي في منتصف السبعينات. وقال المنصور "غانم الصالح زميل درب وله بصمات فنية وعطاءات لا يمكن لأحد أن ينكرها بل إنه من أولئك الذي يعطون للآخرين دروساً وعبراً في الالتزام فرحم الله الفقيد وألهم أهله وذويه والحركة الفنية الصبر والسلوان". أما الفنان محمد جابر (العيدروسي) فلم يستطع مغالبة دموعه حين بدأ الحديث عن الفنان الفقيد حيث وصفه بالأخ والصديق "ودامت علاقتنا نحو خمسين سنة فهو أخو دنيا وصديق صدوق ورجل صالح". وأشار إلى أن علاقاته مع الفنان الراحل لم تقتصر فقط على العمل أو المشاركة في المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية "بل كانت أكثر من ذلك.. ولا أستطيع إلا أن أقول رحمك الله وأسكنك فسيح جناته".