** إذا كان صحيحاً ما يتردد الآن في مدينة جدة.. بأنه وبالرغم من مضي (عام) على كارثة سيول شرق المدينة.. الا ان الأحياء المتضررة ما تزال على حالها.. وأن شيئاً لم يتغير فيها.. كما انه لاتبدو أي مؤشرات ايجابية لقيام أي مشروعات وقائية للحيلولة دون تكرار الكارثة مع اقتراب موسم الامطار من جهة.. وتزايد معاناة السكان من جهة ثانية بفعل استمرار الحال تعيسة.. ** إذا كان هذا صحيحاً.. فإنه لابد من القول ان لدينا مشكلة كبيرة.. وان البطء في التعامل مع القضايا الكبرى إلى هذا الحد بالرغم من الاهتمام الواضح من قبل أصحاب القرار.. لابد وان يُحسم أمره.. ** فما نسمعه ونشاهده في تلك الأحياء.. ** وما نقرأه في الصحف المحلية عن مطالبة الأجهزة المعنية باعتماد مبالغ كبيرة لإصلاح الوضع قبل فوات الأوان.. ** وما نتابعه من تفاوت وجهات النظر بين جهات الحل المختلفة.. بالنسبة للحلول الوقائية الأمثل.. ** كل هذه الأمور من يتحمل مسؤوليتها ..؟ ** ولماذا لا نحاسب المتسبب فيها كما نحاسب من أدى قصورهم في الماضي إلى وقوع الكارثة ؟ ** وإذا كان صحيحاً أيضاً ان الاجهزة الحكومية المعنية.. مازالت مختلفة في تحديد الخيارات الأفضل للتعاطي مع هذه المناطق وسواها من المناطق المعرضة للسيول وتكرار وقوع الكارثة.. ** هل نبني سدوداً كافية في مواقع ملائمة تتصدى للسيول ونبقي على سكان هذه المناطق يعيشون حياتهم الطبيعية بعد ان نكون بهذه السدود.. قد منعنا الخطر من مداهمتهم.. أم ان علينا ان نصرف ملايين الريالات كتعويضات عن كل الملكيات القائمة فيها ونخليها من السكان.. ونعتبرها مناطق خطيرة وغير قابلة للسكن ولا نعالج المشكلة من أساسها.. ونحرم أنفسنا من مساحات شاسعة قد تحل لنا مشكلات الإسكان المتفاقمة ؟ ** إذا كانت هذه الحال صحيحة حتى بعد مرور سنة على الكارثة فمتى سنتوصل إلى القرار الحاسم والحازم والنهائي ؟! ** إن الزمن يمضي.. ** والمشكلات حين لا تحسم بالسرعة الكافية فإنها تؤدي إلى ما هو أشد وأخطر وأكثر كلفة.. ** ولا أدري .. إن كان علينا ان ننتظر سنة أخرى حتى نرى تحركاً جاداً وعملياً.. يطمئننا ويهدئ من روعنا .. ** أو ان علينا ان نسكت على هذه الحال.. وان ننتظر المزيد من المآسي ما دمنا لانتحرك بالدرجة الكافية وبالإحساس المطلوب حتى بمواجهة الكوارث والأزمات الكبرى.. ** أكتب هذا اليوم.. لأشير بذلك إلى أهمية وضرورة الحاجة إلى استنبات روح جديدة.. في تحمل الأمانة والنهوض بالمسؤولية وتنفيذ القرارات.. بالصورة .. وبالسرعة.. وبالدرجة المطلوبة.. وإلا فإن البلد بمثل هذه اللامبالاة .. وباستحكام البيروقراطية.. وبالتراخي الذي يحدث في بعض الأجهزة المركزية.. نكون قد عرضنا بلدنا لخطر ما بعده خطر.. وإلا فمن يستطيع ان يفسر لي.. كيف يمكن لسكان أحياء شرق جدة ان يستقبلوا موسم الامطار القادم.. وما الذي يمكن ان يحميهم من وقوع ما هو أخطر مما وقع في المرة السابقة؟ ** وإلا .. فما الذي يحدث يا ناس (!!) ؟! *** ضمير مستتر: **(هناك من يعملون بإخلاص.. وهناك من يفسدون أو يعطلون جهودهم.. ولا من يقول لهم.. قفوا عند حدكم).