أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية أن مفهوم الأبنية الخضراء بمعناه الواسع ليس مقصورا على مواد البناء المنسجمة مع البيئة والطبيعة فحسب، وإنما يتعامل مع النمط المحلي في البناء والموروث العمراني في التخطيط والإنشاء وتطوراته الحديثة في المجتمعات العمرانية الملحية. وشدد سموه على أهمية دور القطاع الخاص في تفعيل مفهوم الأبنية الخضراء ولاستفادة من المعطيات العمرانية الزاخرة للمملكة في بناء المساكن الخاصة والعامة، منوها بالدور الفاعل للمواطن السعودي في إثراء هذا المفهوم. جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها بالنيابة عنه عبدالرحمن الدهمش المستشار والمشرف العام على مكتب سمو وزير الشؤون البلدية والقروية خلال افتتاحه أمس فعاليات المنتدى السعودي الأول للأبنية الخضراء 2010، في قاعة المؤتمرات في برج المملكة في الرياض. وقال سمو الأمير منصور أن لتحقيق التنمية المستدامة لابد من تحقيق التوازن بين المجالات التي تشكل قوام الحياة، وأولها المجال الطبيعي والحيوي أي البيئة ومصادر الطبيعة التي تجاور الإنسان وتحيط به، وثانيها المجال الاقتصادي والاجتماعي الذي يمثل مجمل النشاطات البشرية التي تتم كل لحظة على هذه البسيطة، وثالثها المجال التقني ويشمل البحث العلمي الذي يدرس ويحلل الظواهر المؤثرة في حياة الإنسان ويقود إلى تقنيات تخفف مهن الآثار السلبية للنشاطات البشرية. وحث سمو وزير الشئون البلدية والقروية الحضور والمشاركين بالمنتدى على التركيز في الأطروحات التطبيقية والأفكار العلمية التي تلامس الجوانب الرئيسية لموضوع المنتدى والبحث الجاد في الآليات المساندة للاستفادة من نتائج ما يمكن أن يتمخض عنه هذا المنتدى من أفكار تدعيما للتوجه البحثي وتفعيلا للنتائج البحثية نفسها. من جهته ذكر المهندس فيصل الفضل الأمين العام للمنتدى أن برنامج المنتدى يشمل حلقات نقاش وطرح العديد من العروض والدراسات لمشاريع رائدة في المملكة والخليج، لافتا إلى إن الأبنية الخضراء هي نتاج معرفي لخبراء في ثقافة الأبنية الخضراء، تسعى لترسيخ منهج حضري عمراني متزن. بعد ذلك عرض فيلم تسجيلي حمل عنوان "بيتنا" تناول مسيرة الإنسان مع العمران والبيئة وصولاً إلى عصرنا الحالي، معرفاً بطبيعة الأبنية الخضراء ومكوناتها ومميزاتها على مستوى الإنسان والبيئة. وألقى وكيل وزارة المياه والكهرباء المساعد لشئون الكهرباء الدكتور أحمد الخليفة كلمة أكد فيها أن التكييف بالمباني يستهلك نحو 70% من الطاقة، مؤكدا على أهمية تفعيل توصيات المنتدى وتطبيقها بقدر المستطاع على ارض الواقع وإجراءات عملية ملموسة. وفي نهاية حفل الافتتاح وزعت الشهادات والدروع على الجهات المشاركة والراعية ثم قدم فيصل الفضل درعاً تكريما لعبدالرحمن الدهمش، ثم دعي الجميع لحضور المعرض المصاحب.