الموت حق وكل إنسان سيبلغه.. وها هي أمي نورة التي أرضعتني وربتني وحمتني في صغري تموت بين يدي راضية مرضية.. وفي آخر يوم من شعبان وفي أول يوم من رمضان.. إنه توقيت رباني فريد.. أمي نورة الحبيبة بصفاتها الطيبة وراحة البال وسعة الصدر ومحبة العائلة.. كانت حياتها عادية.. راضية مرضية.. مقبلة على ربها بالعبادة والنية الصالحة.. عاشت حياتها مخلصة لربها.. مؤنسة لزوجها.. مربية لبناتها وأولادها.. أمها من عائلة العبدالوهاب بالمجمعة وأبوها من عائلة المدلج في حرمة.. كان والدي الشيخ أحمد يقدرها ويفتخر بها فهي ساعده الأيمن وأم أولاده الطيبين.. حافظت على أصول التربية السليمة رغم أنها لم تنتظم في المدارس.. وهبها الله حسن الإدراك.. فملأ قلبها بنور الأنس والمحبة.. واختارت الإخلاص والنية الطيبة فكرمها الله بكثرة الأحفاد.. وحباها الله بنعمة الاستقرار والاكتفاء فعاشت سعيدة راضية.. يشهد لها أولادها وأحفادها بالإخلاص لربها.. تؤدي الفروض والواجبات ولسانها يلهج بالدعاء والذكر.. فهي القدوة الشامخة في الدين والخلق.. أمي الحنونة تأخذ الأمور بهدوء وسكينة وتحل المشاكل العائلية بالصبر والحكمة.. والقلب المفتوح.. أمي الطيبة كتاب مدرسي واضح لا لبس فيه ولا تقصير.. أنا أول أولادها كسبت حنانها حمايتها وحسن تربيتها.. وأسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويعينني على برها.. وأن أحافظ على منهاجها.. في المحبة والمودة والصبر وراحة البال.. إن ربي سميع مجيب (إنا لله وإنا إليه راجعون). * المستشار الثقافي بجامعة الإمام سابقاً