اختتمت أمس أعمال الجلسات العلمية للمؤتمر السعودي الدولي الثاني لحاضنات التقنية والذي تنظمه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية .. جلسة بعنوان " استراتيجيات لنمو المشاريع التقنية , استعرضت 5 أوراق عمل استهلها الدكتور كورتيس كارلسون المسؤول التنفيذي لشركة " SRI " الدولية بالولاياتالمتحدةالأمريكية , بورقة تناولت أهمية التعاون بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع والشركات في رعاية وتشجيع أصحاب الابتكارات ذات الأساس التقني , مؤكداً على الأثر الكبير لعملية التعلم وجودة آلياتها في دعم أصحاب الابتكارات. وأوضح كورتيس أن العالم يتجه بقوة نحو الاقتصاد المعرفي القائم على الإبداع والابتكار وتطوير المهارات , مشيراً إلى أن التعليم التكنولوجي يمثل ركيزة أساسية في هذا التوجه العالمي , والذي استفاد كثيراً من الابتكارات التقنية في تحقيق التنمية المستدامة في كثير من الدول . وتحدث الدكتور تومي سوبويث المدير الإداري بجامعة العلوم والتقنية بيون بارك في الهند فأكد أن الإحصائيات تشير إلى حالة من النمو في عدد شركات التقنية والمشروعات التقنية في العالم خلال العشرين عاماً الماضية وهو ما أضاف كثيراً للقدرات الإنتاجية وتسارع معدلات نمو هذه الشركات من خلال ما تحقق لها من أرباح , مشيراً إلى وجود ارتباط شرطي بين نمو شركات التقنية وقدرتها على الإبداع والابتكار. 90% من المشاريع التقنية تحتاج إلى مصادر للتمويل في مرحلة البداية وأضاف سو بويث أن اقتصاد المعرفة يتطلب تكثيف الجهود وتوجيه الإمكانات المالية لرعاية وتشجيع الابتكار, وأن يعي المستثمرون مسؤوليتهم في ذلك , والعائدات الضخمة التي يمكن أن يحصلوا عليها من خلال دعم المبتكرين حتى وإن لم يخل الأمر من بعض المخاطر , مشيراً إلى أن الحكومات معنية بتوفير مصادر تمويل لتشجيع الابتكار والمبادرات الفردية , حيث أن 90% من المشاريع تحتاج إلى شكل من أشكال الدعم. وتطرق الدكتور سو بويث إلى ضرورة التنسيق بين التخصصات العلمية في مجال الحاضنات التقنية , لتذليل ما قد يواجهها من صعوبات , بالإضافة إلى تفعيل آليات حماية الملكية الفكرية. أما الدكتور يواكيم فون هاينرغ المدير العام للابتكار بشركة سابك , فتحدث عن تجربة الشركة في دعم الابتكارات مشيراً إلى ضرورة تبني إستراتيجية شاملة للاستفادة من الأفكار والمعارف , لتحقيق قيمة مضافة , إنتاجية وربحية وزيادة القدرات التسويقية وامتلاك المزايا التنافسية عبر استثمار التكنولوجيا للوصول إلى أرقى مستويات الجودة. وأشار هاينبرغ إلى ضرورة توفر مقومات تنفيذ مثل هذه الإستراتيجية وأولها الدعم المالي والقدرات التنظيمية والتعلم المستمر, وتحليل البيانات والمعلومات , وتنمية روح الابتكار دون التوقف عن مرحلة الاكتشاف فقط , بل تجاوزتها إلى مرحلة التشغيل والإنتاج والاستغلال. من جانبه عرض البروفسور بيترهيسكوس قاضي الكلية التجارية بجامعة كابريدج البريطانية إلى ملامح من جهود الجامعة في دعم الابتكارات ذات الأساس التقني لتشجيع الريادة التكنولوجية , مؤكداً على وجود فوارق تحد من إمكانية تطبيق تجربة الجامعة في بعض الدول الأخرى. وأوضح هيسكوس إلى أن نجاح تشجيع الابتكار في المجال التقني يتطلب التركيز على المجالات التي تمتلك الدول إمكانات التميز فيها والسعي لاتقان العمل بها, وإيجاد الآليات للاستفادة من نتائج البحوث للوصول إلى نتائج عملية , بالإضافة نشر ما يمكن أن يسمى ثقافة الابتكار وإنشاء حاضنات للمشاريع الإنتاجية القائمة على الابتكارات الجديدة, وتوفير التمويل الكافي لها في المراحل الأولى, مشيراً إلى أن جامعة كامبريدج أصبحت من خلال هذه الاستراتيجيه إلى مركز للتطور التكنولوجي في علوم البصريات, والكيمياء والفيزياء, رغم أن الجامعة لم تشترك في أي عمل ذي طابع تجاري قبل عام 1970, لكنها نجحت أن تجعل المنطقة المحيطة بها من أغنى المناطق في انجلترا بعد العاصمة لندن. وأشاد قاضي كلية التجارة في كابريدج بما توليه المملكة من اهتمام بالمبدعين, مشيراً إلى أن ذلك يساعد الأطفال وطلاب المدارس على التعلم والابتكار, وينمي لديهم الروح الريادية, والمبادرة الفردية, وفي الجلسة الثانية في أعمال المؤتمر, أكد الدكتور جوليان ويب, رئيس شركة مشروعات كريدا , ورئيس برنامج " انفوديف " بالبنك الدولي لمنطقة أسيا على أهمية إنشاء الحاضنات التقنية في جميع البلدان, بما في ذلك الدول الفقيرة لدورها في التنمية الاقتصادية, مشيراً إلى أن بيئة العمل هي المفتاح لترجمة الأفكار إلى مشاريع منتجة. ولفت ويب إلى أهمية الدعم الحكومي للحاضنات التقنية لتجاوز مشاكل التمويل, والتي يعاني منها أصحاب الابتكارات في كثير من الدول بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية, مدللاً على ذلك بشركة مايكروسوفت العملاقة, والتي لم تستطع الحصول على دعم مشروعاتها من الحكومة , إلا بعد مرور 9 سنوات على بدء نشاطها. أما السيد ستيف جدنجز الرئيس التنفيذي لشركة " SRG " للاستشارات بجنوب إفريقيا فتطرق في ورقته إلى آليات دعم وتمويل المشاريع التقنية وضرورة تنويع مصادرها, مشيراً إلى أن ذلك لا يقتصر على الدعم المالي فقط فهناك أيضاً حوافز تشجيعية حتى لا يهجر أصحاب الابتكارات والمشروعات أعمالهم, وطرح شريك وايتر وروجر بالمملكة المتحدة ورقة تناول خلالها حقوق الملكية الفكرية كأحد محاور استراتيجيات دعم المشاريع التقنية, مطالباً بوجود آليات لحماية براءات الاختراع على المستوى الدولي, ونشر ثقافة احترام هذه الحقوق وصيانتها, مشيراً إلى أن بريطانيا تدرس حقوق الملكية الفكرية للطلاب. وتحدث مدير مشاريع الاتصالات السعودية توم سويني عن المنافسة بين الشركات العاملة في المجال التقني وارتباطها بالأسواق العالمية, مشيراً إلى تميز جهود المملكة في دعم الشركات التي تقوم على المعرفة, وطالب سويني الحكومات بالتركيز على الاستثمارات في سياستها باعتبار ذلك هو الطريق للتحول باتجاه الاقتصاد المعرفي. وتحدثت مستشارة مؤسسة كوفمان السيدة سوبر برستون عن عدد من عوامل نجاح الشركات التقنية, ومنها امتلاك القوى البشرية ذات الخبرة والكفاءة والفعالية وتوفر رأس المال المناسب لطبيعة النشاط وامتلاك القدرة على فهم احتياجات السوق وسبل الوصول إليه, وأشارت برستون إلى أن شركات التقنية تحتاج إلى العلماء والفنيين والمبتكرين ورجال الأعمال, بعيداً عن الخلط بين المؤسسات البحثية والشركات التي تهدف إلى تحقيق الربح.