لحظات الاحتفال باليوم الوطني جميلة المعاني تنمي مشاعر الحب والانتماء للوطن وللملك الغالي حفظه الله، وهي تنمي المشاعر الوطنية لدى الجميع ويزداد تأثيرها كثيرا على فئة الشباب والأطفال، وهذا أمر حسن ينشده كل مواطن عاقل يعشق الخير والوطن والمليك. لكن مشاعري المتدفقة نحو وطني وحبي لمليكي الغالي الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، وحضور الاحتفالات الوطنية مع أطفالي، انعكس ايجابياً على أبنائي وربما شطح قليلاً، ولي قصة طريفة في ذلك حيث سببت لي الوطنية أزمة قبل ما يقارب السنتين مع طفلتي الصغيرة التي كان عمرها في ذلك الوقت خمس سنوات، أصبح هاجسها الأول زيارة بابا عبد الله والحديث معه وتقبيله، وحينما تشاهد صوره في التلفاز أو في الصحف تأخذ بالصياح والبكاء والمطالبة برؤية بابا عبد الله وزيارته. لم أجد حلاً لإقناعها بكثرة مشاغل بابا عبد الله وكثرة مهامه، وصعوبة الوصول إليه، وكدت أن أقوم بزيارة قصره الملكي معها تلبية لرغبتها والسلام عليه، واأعلم يقيناً أن الملك يستقبل الشعب ويرحب بهم ويستمع لهم وينظر في حاجاتهم، لكن هناك من لهم شئون مهمة أولى بوقته الثمين وأهم من سلام صغيرتي. طرحت القضية التي أرّقت صغيرتي وأرقتني معها بصياحها المزعج على بعض الزميلات، فضحكن من الطلب ومن قلة حيلتي، ولكن إحداهن أشارت لي بمنفذ جيد وهي أن زوجها يشبه بابا عبد الله ولنحتال على الصغيرة باتفاق مع زوجها، فنسلم من تكرار طلبها وكثرة ترديده وصياحها. وبالفعل بعد خروج صغيرتي من الروضة تنحيت جانباً وأخذت زميلتي الصغيرة الى سيارة زوجها فسلم عليها، وأجاب على أسئلتها البسيطة وتقبل مشاعرها لحبه الكثير في قلبها وأنها تتطلع لهذا اللقاء منذ فترة لكن لا مجيب ولا محقق لرغبتها، وهي كانت تعتزم زيارته في بيته لكن ما استطاعت لذلك حيلة. لكن لم تكتفِ صغيرتي بذالك فبدأت الأسئلة عليّ تنهمر لماذا يذهب بابا عبد الله مع زميلتها بالروضة وأمها، ولماذا لم يذهب معنا نحن الى المنزل فنحن نحبه أكثر منهم، ولماذا لا يزورنا بابا عبد الله بمنزلنا؟ وعند المحاولة بإقناعها انه ما يدل ولا يعرف بيتنا قالت: إذا ما يقدر أو ما يدل بيتنا؟ نرسل له السائق يجيبه لنا؟ ضحكت كثيرا من الموقف وبراءة الطفولة وكثرة الطلبات من الصغيرة الله يحفظها ويرعاها بعينه التي لا تنام. لا ألومها ولا ألوم كل من يعشق ويحب بابا عبد الله.. فمن هو هذا الإنسان العظيم.. هو أسطورة زمانه في حب شعبه وتواضعه معهم ومع الجميع. واليوم سطرت كلمات في حبي للوطن والمليك وأهديها للجميع في يوم الوطن وطني.. يا وطني كيف لي أن افرح بك وبيومك الوطني؟ أريد أن يكون إحساسي بك مختلفاً هذا العام؟ ماذا افعل؟ وماذا أقول؟...لا أعلم.... هل يروي حبي تقبيل الثرى بأرضكِ أم الرقص والطرب لأجلكِ أم أرسمك في لوحة بريشة فنان أم أسرد قصتي معك على عشاقك... وأحبتي أحبتي....... سأقص عليكم قصتي... قصتي عنوانها..وطني الحبيب... حبيبتي وطني وأرضي وأرض آبائي وأجدادي من قبلهم ومن بعدهم أرض أبنائي وأحفادي وطني كلانا يكمل بعضه البعض، وإليه ينتمي وبنا الحياة ترتسم في أجمل معانيها وتحتلي هل احفظ أزهارك من العطش أم أرويها من عروق دمي هل امشي في طرقاتك لأحميك من الكدرِ والشجن او انزوي وطني...... كيف اجعل أبنائي يعشقونك بعقولهم وأرواحهم كيف أقص لهم عن صدرك الذي يضمني ويضمهم وطني...... تغريدك وهمسك لحن يفتقده بعضهم ففي كل منزل وبقعة على أرضكِ وجبالكِ وبحاركِ تغريد بنشيد عظيم يذكر عند كل إقامة وأذانِ وهمس حب وعطف منك عن قصة الأمن والأمانِ لا يسمع همسك يا وطني....لا يسمعه الا قلة هم من بات في أرض غير أرضك وذاق بها الهوانِ ولتعلمي.... يا داري وقراري أن لك في كل قلب مسلم شوقا وولها الى دار الرحمن وفرض واجبٌ على كل مسلمٍ بزيارةٍ وتنعمٍ بالأحضان أحضان أرضك الطاهرة من بين جميع الأوطان ......... وطني......رغم همسك العذب وحضنك الدافئ .... لكن في القلب مني لكِ عتاب......... عتبي عليك عتب محبٍ ولهان وبه قد يتحول الحال الى ربوع في الجنان كفاك كرماً وعطاءً لأبنائك فهم من سيبنيك بإبداع كوني لمواهبهم أرضاً خصباً ولغيرهم قولي وداع ولا داع وطني أريدك هكذا.. فهل تسمعي لندائي وتلبي مطلبي.؟؟؟.. كوني كالأم ترعى رضيعها من قلبها بكل افتنان ولا ترضى بغيره بين يديها او حتى جزء من إنسان هو يرضع من ثدييها ويستقي طعم الحب والحنان ....... كوني كالشجرة تثمر أزهارها وثمارها من بين أفرعها وغصونها فتقدم الثمر اليانع لمن شاء لكن عطاءها من داخل جوفها وجذورها ...... كوني كالمرأة التي تبحث وتبرز قسمات جمالها بين خديها وعينيها فتبحث عنه أين ما كان وتستعين بكل ما يجمل شعرها ونحرها هي تسعى جاهدة لا لغيرها من النساء بل لذاتها ولجمالها وطني ...... كوني كالمنزل لصاحبه سكنا وأنسا على مر الأزمانِ ولضيوفه كرماً لا يقل او يزيد عن ضيافة أهل القران ........ كوني كالنسمة تلاعب جبين محبيها وتسامرهم بحنان بلا ضجيج يفقدهم متعة الاستمتاع بالحياة او المكانِ ........... احبك وطني من أعماق قلبي .......لكن؟؟؟ أبناءنا وبناتنا هم أولى اهتماماتي ومازال في حقيبتي شيءٍ لهم ومازال أبنائي يسعون لطموحهم ومازال الطريق طويلاً أمامهم فهل تنجلي أحلامهم وآمالهم ............ أبناؤنا وبناتنا ثرواتنا من لهم غيرنا ومن لنا غيرهم هذا خلاص الكلام والمقال إن طبنا وطابت نفوسنا في ديارنا وبأرضنا فاستيقظي حبيبتي بسواعد جبارة تبني الوطن وسأنتظر.. سأنتظر ...... استيقاظنا غداً ومعاً بنهارٍ مشرقٍ مزدهر لأشتم ريحك وعطورك أنا ابنك.. فهل لي أن: أطمع أمي بحنانك وعطائك لي وحدي حبيبتي .... وكل عزوتي وعشيرتي هل جاء وقت الرحيل.. أم وقت العناق والتقبيل أم وقت الرقص والتطبيل هل حقاً ..سأنعم بدفء حضنك أمي الآن؟ الآن فقط.. سأرتمي في أحضانك لأسمع صوت الحب في أنفاسك الآن ..أشعر باقتراب الفجر وضياء أنوارهِ قد شقشقت في سمائك فاستيقظي أمي الحبيبة واقضي لي حاجتي ليكون يومنا الجديد خيرا من أمسنا المنقضي ولتعلمي أميتي أن حبي الدفين لك أبدا لن ينتهي وبمحض إرادتي لن أرتضي الرحيل عنك حبيبتي لكنني في فكرك وقلبك متربع وبحبك متنعم... هذا يقيني ........ واليوم حبيبتي.. اليوم فقط فلتهنئي ولتهنأ نفوسنا بعهد قد لاح صيته ودنا............يخط مجداً ذهبياً بين الدنا مع قائدٍ الى القلوب قد دنا..........وبفعله ازدانت الدنيا لنا فليهنأ بحبنا ولنهنأ به وبحبه هو هامة وعلامة تأرجحت العقول من وصفها هو ختم المحبة والأصالة تُسحر القلوب في إعجازها هو أسطورة لزمانه ولمكانه ولكل عهد انقضى بحبك عبد الله أباً وأخاً وصديقاً وقائداً القلب ارتوى وان حظي المُلك منك بنصيبه فقد كنت خير من اعتلى لكن بيننا وفي عيوننا وقلوبنا ودمائنا مكانك لن يختلي ولتنعمي وطني..... بقائد قلوب شعبه وعرشه...فلتنعمي