كشفت الأمطار التي هطلت مؤخرا على مدينة الطائف عن هشاشة مشاريع التصريف في بعض الأحياء السكنية الجديدة في أطراف المحافظة، وعدم وجود مشاريع في أحياء سكنية أخرى. ولوّح عدد من سكان حي المنتزه والنسيم والسحيلي والملك فهد وغيرها من الأحياء السكنية بعزمهم على مقاضاة عدد من الجهات المسؤولة بعد تكبدهم للكثير من الخسائر إثر محاصرة الأمطار لمنازلهم. ذلك عندما أدت الأمطار المتوسطة التي سقطت على أنحاء متفرقة من المدينة إلى أضرار بليغة خاصة على مستوى الطرقات التي انهارت أجزاء منها في بعض الأحياء؛ ما أدى إلى شل حركة السير والمرور بها، تاركة سكان الأحياء المعنية في عزلة تامة عن محيطها الخارجي، بعد أن حاصرتهم تلك البحيرات التي تكونت حول منازلهم دون أن تجد طريقاً للتصريف. وتساءل محمد الثبيتي وعلي هاشم وإبراهيم الغامدي عن تلك المبالغ الطائلة التي تنشر أرقامها الصحف اليومية كمشاريع لتصريف المياه ودرء أخطار السيول دون أن تحظى هذه الأحياء التي تكتظ بالسكان منها بشيء، وأبدوا رغبتهم في معرفة الآليات التي يتم من خلالها مراقبة التزام أصحاب المشاريع الذين ترسي عليهم الصفقات بالمعايير القانونية للحفاظ على سلامة المواطنين. الأمطار خلفت بحيرات تحتجز المواطنين ويشير المواطن فهد الحصيني إلى أن الأمطار التي هطلت على الطائف قد كشفت سوء تنفيذ مشاريع التصريف، وقال: إن هطول الأمطار لم يتجاوز الساعة الواحدة إلا أننا مع ذلك أصبحت أرواحنا ومنازلنا في خطر، حيث دهمت السيول منازلنا، وتعطلت الحركة المرورية في الشوارع داخل المحافظة. وأضاف نتمنى تحرك الجهات المسؤولة لإنقاذنا من هذه السيول وإيجاد حل لوضعنا، حيث لا تزال أرواحنا في خطر محدق في حال هطول أي أمطار على المنطقة. ويضيف سعد الصافي (أحد سكان حي المنتزه): مع هطول الأمطار تشهد المنطقة لدينا اختناقات مرورية هائلة بأسباب عدم تصريف المياه في كثير من الشوارع، الأمر الذي يشكل خطراً على الأهالي خاصة عندما تداهم السيول بعض المنازل فتخرج أهاليها بعد أن تطمرهم المياه، ثم تفيض الشوارع بالماء حتى تتوقف حركة السير به تماما، وهذا هو حالنا مع هطول الأمطار. وتابع القول: مؤخرا توقفت الحركة المرورية في طريق الشاحنات (الصناعية) وأدى وجود الشاحنات في الطريق إلى عرقلة حقيقية في ظل فيضان الأودية التي يمر منها الطريق بالمياه وعدم وجود تصريف لها. ورغم قيام الدوريات الأمنية بالانتشار والتواجد في هذه المواقع لتسهيل حركة السير إلا أن الأمر كان صعباً للغاية، حيث شوهدت (الونشات والسطحات) لرفع السيارات المتعطلة عن العمل في البحيرات المائية التي خلفتها الأمطار في الوقت الذي أعلنت فيه الفرق الإسعافية وفرق الدفاع المدني ودوريات المرور والجهات الأمنية استنفارها الكامل لمتابعة الوضع ومساعدة المحتجزين داخل سياراتهم في شوارع المحافظة التي امتلأت بالمياه.