سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وقف التأشيرات السياحية للأجانب يجبر شركات على فصل المرشدين السياحيين بعد خبرة 15 سنة ينتظرون الدعم من السياحة للمساهمة في عودة التأشيرات أو إيجاد مخرج لهم
يعتبر الإرشاد السياحي من أهم المهن في مجال السياحة، حيث يكون المرشد السياحي هو الدليل الأول والمباشر للسائح في أي بلد يزوره في العالم، ومع بداية برنامج زيارة السياح الأجانب للسعودية ضمن برنامج اكتشف عالم السعودية الذي بدأت بتطبيقه الخطوط السعودية قبل أكثر من 15 عاما، بدأ عدد من الشباب السعوديين العمل في مجال الإرشاد السياحي واستطاع هؤلاء المرشدون تقديم الكثير من المعلومات عن بلادنا وأيضا المساهمة بتصحيح بعض المعلومات الخاطئة لدى بعض السياح الأجانب الذين لا يعرفون بلادنا عن قرب. ويعتبر المرشد السياحي هو الواجهة لكل بلد، وكما أن عمل الإرشاد السياحي من أكثر المهن مشقة كونه يعتمد على العمل الميداني الدائم، وكذلك الحال لدينا، حيث يتنقل المرشد السياحي في السعودية مع السائح الأجنبي من لحظة وصوله السعودية الى مغادرته، حيث يتنقل المرشد مع السائح ما بين مدن الرياض وابها ونجران ورجال المع والجوف وحائل وتبوك وتيماء والعلا ومدائن صالح، قبل ان يغادر السائح الاجنبي السعودية من مطار جدة، ويظل المرشد السياحي مرافقا لهم باستمرار ويظل بعيدا عن أبنائه وزوجته على مدى خمسة عشر الى عشرين يوما متواصلة في الكثير من الأحيان، وما إن ينتهي من مجموعة حتى يستلم بعدها بيومين مجموعة اخرى، وهكذا العمل على مدى ثمانية أشهر في السنة، وهي فترة زيارة السياح الأجانب للسعودية من شهر شوال الى شهر جمادى الأولى عادة، ورغم هذا التعب إلا أن عددا من الشباب السعودي اقبل على هذا العمل في ظل تشجيع كبير جدا من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، والتي ألزمت الشركات السياحية بالمرشدين السعوديين مما مكن العديد منهم العمل في هذا المجال وقصر المنافسة عليهم بعيدا عن أي مضايقات من غير السعوديين. إسهامهم للتعريف بالمملكة أثمر عن تأسيس أجانب لمواقع إنترنت تبرز الإمكانات الطبيعية لبلادنا ومؤخرا صدر قرار وقف التأشيرات السياحية للسياح الأجانب وعلى اثر هذا القرار الهام خسر المرشدون السياحيون السعوديون العاملون في مجال الإرشاد السياحي منذ خمسة عشر عاما وظائفهم في الإرشاد السياحي على اثر قرار وقف التأشيرات السياحية وبالتالي عدم استطاعة السياح الأجانب زيارة السعودية مما جعل الشركات السياحية المحلية تستغني عن المرشدين السياحيين في ضل عدم وجود الحاجة لهم. معاناة للمرشدين وللحديث عن معاناة هؤلاء المرشدين تحدث ل "الرياض" المرشد السياحي حاتم احمد جميل والذي يقول منذ خمسة عشر عاما ومع بدء تطبيق الشركات السياحية لبرنامج زيارة السياح الأجانب للسعودية التحقت بمجال الإرشاد السياحي وبعد أن تم إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار وجدنا تشجيعا كبيرا في هذا المجال من قبلهم، واهتمت بنا الهيئة العامة للسياحة والآثار اهتماما كبيرا جدا يشكرون عليه. المرشد حاتم جميل مع الأمير سلطان بن سلمان وبفضل الله كان الراتب الذي احصل عليه في مجال الإرشاد السياحي ممتازا وكنت أعول أسرتي من هذا العمل الجيد، والذي حقق لي الكثير من النجاحات ولعل أهم النجاحات لدي هي أنني أسهمت بالتعريف ببلدي للسياح الأجانب، وتصحيح الأفكار الخاطئة لديهم عن بلادي بل إن عددا منهم أنشأ مواقع على الانترنت يمتدح فيها السعودية، والحمد لله فقد قدمت خلال عملي مع المجموعات السياحية الأجنبية صورة مشرقة عن بلادنا، والآن مع وقف التأشيرات السياحية أبلغت بقرار فصلي من الشركة التي اعمل فيها ولم يعد لدي عمل بل المصيبة الكبرى، أنني لن أجد عملا وأنا الآن في سن الخمسين فأي شركة توظف رجلا وصل عمره للعقد الخامس، وحقيقة لا اعلم أسباب وقف التأشيرات السياحية ولكن كلي أمل أن تنظر هيئة السياحة لنا بعين الاعتبار، وتبحث مع الجهات الحكومية الأخرى إمكانية إعادة هذه التأشيرات بالشكل المناسب، ولعلها تجد لنا أي مجال عمل ثان قريب للنشاط السياحي نعول منه أسرنا بعد أن فقدنا عملنا في الإرشاد السياحي. كم تحدث ل "الرياض" المرشد السياحي ضاوي بن ناصر الشريف ويقول "أنا التحقت بالإرشاد السياحي منذ عام 1998م قبل إنشاء هيئة السياحة والآثار، والتي لم تدخر جهدا لتشجيعنا بعد إنشائها، وليس لي عمل أي آخر سوى الإرشاد، والحمد لله استفدت ماديا من عملي هذا، وأحببت هذا العمل كونه عملا ميدانيا وأنا لا أحب العمل المكتبي وكنت اشعر بالسعادة الدائمة في عملي رغم أننا نتنقل مع السياح من مدينة إلى مدينة أخرى طوال الفترة التي يزور فيها السياح الأجانب السعودية، ومن النادر جدا أن تجد أي رجل يقبل البعد عن أبنائه وأهله طوال عشرين يوما، وهي مدة كل مجموعة سياحية من لحظة وصولها السعودية حتى مغادرتها، ولكن والحمد لله نحن قبلنا ذلك واستطعنا أن نتعود على هذا الأمر، ولكن بكل أسف أصبحنا بين يوم وليلة بدون أي عمل بعد وقف التأشيرات السياحية واخبرنا بقرار الاستغناء عنا من قبل شركتنا وكلنا أمل أن نجد حلا لمعاناتنا وان يتم إعادة فتح التأشيرات السياحية بشكل يخدمنا ويكفل لنا لقمة العيش. المرشد سعد القحطاني مع سياح ألمان صدمة القرار كما تحدث المرشد السياحي سعد القحطاني بقوله "إن هذا القرار شكل صدمة لنا كمرشدين متفرغين للإرشاد السياحي منذ عدة سنين وحاصلين على ترخيص الإرشاد السياحي من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وقد أحببنا هذا العمل الذي يجد التقدير في كل دول العالم، اضاف "من الصعب جدا أن أجد عملا بنفس ما يوفره لي الإرشاد السياحي كوني اكتسبت خبرة كبيرة خلال السنين الماضية التي قضيتها في الإرشاد السياحي وكنت أجد متعة وانا اقدم المعلومات الصحيحة والشاملة عن بلادي، ورغم انه كان هناك بعض المرشدين السياحيين غير السعوديين الا ان الهيئة العامة للسياحة والآثار دعمت المرشد السعودي وألزمت الشركات السياحية بالمرشدين السياحيين وهذه خطوة كانت ممتازة جدا من هيئة السياحة، وبفضل الله ثم بدعم هيئة السياحة حقق المرشد السياحي السعودي النجاح، ولم نكن نتوقع او نتخيل ابدا انه بعد 15 عاما من بدء زيارة السياح الاجانب للسعودية ان يتم وقف التاشيرات السياحية ونصبح بلا عمل، ولكن كلنا أمل في هيئة السياحة النظر لمعاناتنا بعين الاعتبار، وأن يبحث وضعنا وخاصة أن التأشيرات السياحية تخدم وطننا وتخدم الاقتصاد المحلي، وتوفر فرص عمل جيدة يحتاجها السعوديون في هذا الوقت الذي بدأت تنحصر فيه فرص العمل في الكثير من المجالات الأخرى. سياح ألمان في العلا