الوقت عملة ثمينة، لابد أن نحرص على كيفية استخدامه وإن تحرينا الدقة أكثر فالوقت كعملة يتفوق في سعره على كل العملات العالمية. وهذه حقيقة لا جدال فيها وذلك باستغلال الانسان للوقت وتوظيفه بالطريقة الملائمة فيربح، وبهدره وعدم ترشيده يخسر!. نحن ندفع للآخرين إذا ما طلبنا منهم القيام بعمل ما مقابل ما يبذلونه من وقت في خدمتنا. وكذلك نحن نطلب من الآخرين أن يدفعوا لنا مقابل ما نعطي من وقت وجهد في عمل ما!. ولتوضيح أهمية الوقت وكيفية إدارته واستغلاله بطريقة فعالة فنحن نلام إذا لم نقض الوقت الكافي مع الأفراد المقربين منا كالأسرة، وبعضنا قد لا يجد وقتاً لذاته حتى. وبمنتهى الوضوح والصراحة يقاس تقدم شعب من الشعوب بمدى قدرة الفرد على استغلال وقته. لذا نرى الكثير من الإحصائيات عن أن الشعب الفلاني يعمل لمدة كذا ساعة وإن إجازاته السنوية كذا يوم. هذه الإحصائيات للأسف تتم في العالم المتقدم. أما في عالمنا الذي تغيب فيه الإحصائيات الدقيقة لأمور ملموسة فإنه بالتأكيد تغيب إحصائية مدى استفادتنا من الوقت. ليس بالطبع وقت الفراغ فالعربي وقته كله وقت فراغ!!. في عالمنا يا سادة الوقت يمر بنا بثوانيه ودقائقه وساعاته وأيامه دون وعي منا ودون شعور بالذنب والتقصير فالعالم اليوم لا يتسابق فقط في التسليح النووى بقدر ما يتسابق في قدرته ومهاراته في التعامل مع الوقت. فبعض الناس يتمنى أن يشتري الوقت والبعض الآخر بسوء إدارته لوقته ولا مبالاته به كأنه يعرضه للبيع بأبخس الأثمان أو بلا مقابل!. ومن أجمل ما قرأت عن الوقت كتحليل يجعلك تقدر حتى الثانية، هذه المقولة التي أعرف أن الكثير منكم قد يعرفها ولكن أذكرها هنا لما فيها من وصف دقيق لأهمية الوقت. تخيل أن لديك حساباً في بنك بمبلغ وقدره مثلا 86400 وهذا الحساب لا يضاف إليه، بل كل قرش لا تستخدمه فيه يحذف ويضيع عليك ماذا كنت ستفعل؟ أكيد أنك ستسحب كل ما في الحساب يومياً!. كلنا لديه هذا الرصيد من الوقت يوضع يومياً في حسابنا وهو عبارة عن مجموع الثواني التي تمر بنا كل يوم. وإن لم ننجح في استغلالها فإننا لا نستطيع ادخارها ليوم آخر، ولو فشلت في استخدامها فأنت الخسران. ولا عودة للماضي لتعويض ما قد فات!!. لتدرك قيمة السنة.. اسأل الطالب الذي عاد سنة دراسية. ولتدرك قيمة شهر واحد..اسأل الأم التي ولدت طفلاً قبل اكتمال نموه. ولتدرك قيمة الأسبوع.. اسأل محرر مجلة أسبوعية. ولتدرك قيمة الساعة الواحدة...اسأل الموظف الذي يدفع لعمله بالساعة. ولتدرك قيمة الدقيقة الواحدة..اسأل الشخص الذي فاته القطار. ولتدرك قيمة الثانية الواحدة..اسأل الشخص الذي نجا في ثانية من حادث سيارة. وأخيراً.. عزيزي القارئ لتدرك قيمة الوقت، فكّر فيما ستفعله بعد قراءة موضوعي هذا!!