جميل جداً ومن الخطوات الناجحة أن تتابع اللجنة أخطاء الحكام، وهذا من صميم عملها المناط بها، وتصدر قراراتها المدروسة بعد مراجعة شريط المباراة مرة ومرتين للتأكد برؤية إدارية وقانونية من تلك الأخطاء التي يقع فيها بعض الحكام، وآخر القرارات الصائبة إيقاف الحكم الدولي مطرف القحطاني الذي قاد لقاء النصر والوحدة وانتهى بفوز للوحدة بهدف للاشيء. وقد تجاهل هذا الحكم تطبيق العقوبة الإدارية المستحقة على لاعب الوحدة في الدقائق الأولى من الشوط الأول عندما تعمد مع سبق الإصرار في دخول مشين صاحبه التهور والإهمال والقوة الزائدة على قدم لاعب النصر محمد السهلاوي الذي أخرج من الملعب على النقالة، وأظهر التقارير الطبية وجود التواء في مفصل القدم، أتمنى له الشفاء العاجل كأحد الوجوه الجديدة التي سوف تفيد منتخب المملكة. الأخطاء التي وقع فيها هذا الحكم ناتجة عن عدم قدرته على التمركز بشكل يجعله يشاهد الأخطاء من زوايا متعددة لكي يأخذ القرار الصحيح بكل شجاعة إن كانت الشجاعة موجودة لديه، وهي ما يجب توفرها لكي تكون لدى الحكم الشخصية القوية التي تجعل كل اللاعبين يحسبون ألف مرة قبل ارتكاب الأخطاء القاتلة. لكن لي وجهة نظر، وهي أن هؤلاء الحكام لا تجدي معهم مثل هذه العقوبات التأديبية (البتة) فعلى مدى السنوات الماضية عقب الكثير من الحكام فرادي وجماعات وعادوا للركض في ميادين اللعب دون أن نجد تحسناً في عطائهم الميداني وفي تعاملهم مع نص وروح القانون، وهذا يؤكد لنا أن هذه النوعية ميئوس منها، بدليل تكرار الأخطاء تباعاً، ما يعني أنهم لا يحملون بداخلهم فكراً تحكيمياً وقدرة على العامل مع الوقائع الميدانية بشفافية قانونية تعيد الثقة المفقودة في بعض الحكام السعوديين نتيجة الأخطاء التي ارتكبها مطرف القحطاني ومن على شاكلته والتي قد لا يقع فيها حكام مبتدئون في إبجديات القانون. ما نشاهده من مستوى ضعيف من بعض الحكام لا يتناسب وتطلعات جماهيرنا، وحجم المساحة الرياضية السعودية، وبما تملكه من طاقات بشرية قادرة على ملء ذلك التخصص من منظومة كرة القدم. أعجبني المعلق الرياضي المتميز الأستاذ ناصر الأحمد عندما طالب بعدم التعمد وإيذاء اللاعبين بتلك الانبراشات لأن كرة القدم هي مصدر رزقهم، وهم نواة للمنتخب السعودي، وهي دعوة يشكر عليها هذا المعلق الناجح، ويا ليت الآخرين يحذون هذه الطرق بدلاً من الزعيق من بداية المباراة حتى نهايتها، وبذلك الصراخ المؤذي والمقزز الذي امتهنه بعض المعلقين. أشكر اللجنة على قرارها وأتمنى أن تعيد مثل ذلك الحكم إلى الدرجات الأقل من (دوري زين) حتى تتحسن مستوياتهم أو تعلق مشاركاتهم حتى ينتشلوا أنفسهم ويخرجوا من واقعهم المزري والمخيف الذي قاد التحكيم السعودي من واقعه المأمول. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم