ناشد مؤتمر "نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم" الدولي الذي نظمته الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأقيم تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الأمة المسلمة بقادتها وعلمائها ومؤسساتها وهيئاتها إلى بذل المزيد من الجهد للتصدي للحملات المسيئة إلى الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام، أداء للأمانة، وقيامًا بحقه صلى الله عليه وسلم، وإعذاراً عند الله تعالى. ودعا المؤتمر في التوصيات التي اعلنها الشيخ عبدالحق التركماني رئيس مركز البحوث الإسلامية بالسويد العالم بكافة دياناته وتوجهاته إلى التجرد والموضوعية في النظر إلى الرسول الكريم ودينه، ونبذ التراكمات الزائفة المبنية على المعلومات المغلوطة أو المفتعلة في سيرته وشريعته، ويدعوهم إلى الرجوع إلى الكتاب وصحيح السنة والسيرة النبوية، وأخذ المعلومة من مصادرها الموثّقة، ليتبين لهم الحق لمن كان ينشده، كما دعا المشاركون المؤسساتِ التعليمية والتربوية والإعلامية إلى ضرورة تدعيم المقررات والبرامج بما يرسخ في ذهن المتلقي الصورة الحقة والمشرقة للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. واوصى المشاركون بضرورة ترجمة أبحاث المؤتمر إلى اللغات العالمية ونشرها ورقيًّا وآليًّا، لما اشتملت عليه من تأصيل علمي، ومعالجة للواقع بموضوعية وإنصاف. ورفع المشاركون في الندوة الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته هذا المؤتمر الدولي ومتابعته والاهتمام به. كما اوصى المشاركون بجعل هذا المؤتمر نقطة انطلاق إلى مؤتمرات وندوات ولقاءات للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم في دول العالم وجامعاته ومؤسساته الثقافية والعلمية والفكرية، ولا سيما في الدول الغربية، ويكون ذلك بشكل دوري وفاعل. يرى المشاركون وضع خطة متكاملة جوانبها العلمية والدعوية والإعلامية، وما يساند ذلك لبيان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والدفاع عنه ونصرته، وفي هذا الإطار خلص المشاركون إلى ضرورة إنشاء مؤسسة إسلامية عالمية تعنى ببيان السنة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون رابطة للجمعيات والمؤسسات ذات الصلة في العالم، ومنسقةً فيما بينها، لتعزيز العمل وتوحيد الجهود وتبادل الخبرات. كما تعنى بتحقيق كتب السنة والسيرة النبوية لتجاوز المعلول منها والضعيف، وإصدار الكتب والمجلات والموسوعات والمواقع الالكترونية، وإنشاء قناة فضائية عالمية لمخاطبة العالم بكافة شرائحه ولغاته ومستوياته، وتوجيه الدراسات والبحوث، واستقطاب ذوي الكفاءة من العلماء والمفكرين، ورسم الخطط، وتطوير البرامج، ورصد الأحداث والشبهات، والتعامل معها في حينها وفق القواعد الشرعية، ودعم الباحثين للمشاركة في المؤتمرات الاستشراقية العالمية، وإلقاء المحاضرات وإجراء لقاءات التحاور في الجامعات العالمية؛ لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الرسول والإسلام، والتواصل مع العالم بكافة اللغات. كما يوصي المشاركون بالعناية بهذه التوصيات من خلال عرضها على الجهات العلمية والدعوية المعنية، لتفعيلها، وتنفيذها بعون الله تعالى وتوفيق. وإن المشاركين في هذا المؤتمر ليحمدون الله تعالى ويشكرونه على ما تفضَّل به عليهم ومنَّ، من اتمام المؤتمر بنجاح وتميِّز، ويسألونه سبحانه أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وينفع به الإسلام والمسلمين. ثم إنهم بعد بهذا يتوجهون بالشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين لما تفضل به من رعاية كريمة للمؤتمر، سائلين المولى عز وجل أن يجعل ما يبذله في خدمة الإسلام ونصرة قضايا المسلمين من جهود مشهودة في ميزان حسناته، وأن يحفظه وولي عهده الكريم والنائب الثاني بحفظه، وأن يكلأهم برعايته، وأن يحفظ بهم أمن هذه البلاد واستقرارها، ويصون توحيدها ووحدتها، ويرد عنها كل كيد وشر. كما يتقدمون بالشكر والامتنان لمعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومعالي مدير الصرح العلمي الكبير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على كريم رعايتهما للمؤتمر والمشاركين فيه.