أكد المؤتمر الدولي «نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم» على ضرورة إنشاء مؤسسة إسلامية عالمية تعنى ببيان السنة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، لتكون رابطة ومنسقة للجمعيات والمؤسسات ذات الصلة في العالم، لتعزيز العمل وتوحيد الجهود وتبادل الخبرات، داعيا المسلمين إلى الاستقامة على الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. ودعا المؤتمر في ختام جلساته في الرياض البارحة الأولى، العالم بكافة دياناته وتوجهاته إلى التجرد والموضوعية في النظر إلى الرسول الكريم ودينه، ونبذ التراكمات الزائفة المبنية على المعلومات المغلوطة أو المفتعلة في سيرته وشريعته، والرجوع إلى الكتاب وصحيح السنة والسيرة النبوية، وأخذ المعلومة من مصادرها الموثقة، ليتبين لهم الحق لمن كان ينشده، ويطلعوا على ما حفلت به سنته وسيرته الشريفة من مكارم الأخلاق، ومحاسن العادات وما نظمته من علاقات، سواء في علاقة الإنسان بربه، أو ببني جنسه، أو أسرته وقرابته، أو جيرانه، أو علاقته بما حوله، أو تعاطيه مع الحوادث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية بما يحقق المصالح، ويدرء المفاسد، وينشر الرحمة والعدل. وأعلن المؤتمر للعالم أجمع أن دين الإسلام يدعو إلى الرحمة والبر والعدل والإحسان والوفاء، وينهى عن الظلم والبغي والعدوان والغدر والخيانة والفحشاء والمنكر من الأقوال والأعمال، ولذا لا يجوز أن ينسب إلى الدين الإسلامي أي عمل أو ممارسة تنافي هذه القيم والأصول «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي». ورأى المشاركون وضع خطة متكاملة الجوانب العلمية والدعوية والإعلامية لبيان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ونصرته، وفي هذا الإطار خلص المشاركون إلى أنه ينبغي أن يكون هناك مؤسسة تعنى بتحقيق كتب السنة والسيرة النبوية لتجاوز المعلول منها والضعيف، وإصدار الكتب والمجلات والموسوعات والمواقع الإلكترونية، وإنشاء قناة فضائية عالمية لمخاطبة العالم بكافة شرائحه ولغاته ومستوياته، وتوجيه الدراسات والبحوث، واستقطاب ذوي الكفاءة من العلماء والمفكرين، ورسم الخطط، وتطوير البرامج، ورصد الأحداث والشبهات، والتعامل معها في حينها وفق القواعد الشرعية، ودعم الباحثين للمشاركة في المؤتمرات الاستشراقية العالمية، وإلقاء المحاضرات وإجراء لقاءات التحاور في الجامعات العالمية؛ لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الرسول والإسلام، والتواصل مع العالم بكافة اللغات. وشدد المشاركون على نبذ كل ما خالف سنته من البدع والمحدثات والخرافات والشركيات، وما ينافي التوحيد الخالص والاتباع الصادق، وترك الغلو في مقامه عليه الصلاة والسلام بجميع صوره وأنواعه، مستنهضين همم المسلمين للدفاع عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ونصرته، وكشف كل شبهة يراد بها استنقاص دينه أو تشويه سيرته أو النيل من شخصه الكريم، أو عرضه الشريف، بكل الوسائل والأساليب المتاحة، مع مراعاة الضوابط الشرعية في النصرة، إحقاقا للحق، وردا للباطل، ولزوما للعدل. وناشد المؤتمر الأمة المسلمة، بقادتها وعلمائها ومؤسساتها وهيئاتها، إلى بذل المزيد من الجهد للتصدي للحملات المسيئة إلى الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام، أداء للأمانة، وقياما بحقه صلى الله عليه وسلم، وأعذارا عند الله تعالى، داعين المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية إلى تدعيم المقررات والبرامج بما يرسخ في ذهن المتلقي الصورة المشرقة للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. ورفع المشاركون في ختام توصياتهم الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة للمؤتمر.