لن تجدها معالي الوزير بعيداً عن مكتبكم فهي ضمن المطبوعات التي تركها الراحل العزيز في الحقيبة الوزارية التي تسلمتها مؤخراً. أظنّه قد كتبها شخصيّاً ورقمها بشعار الوزارة. عنوانها (الأهداف والأولويات) يقول بعد فاتحتها "إن مُشكلة البطالة بين السعوديين تُمثّل تحدياً خطيراً لا يمكن التعامل معه بالمهدئات والمُسكنات والإجراءات الرمزية، وهذا التحدي يحتاج إلى قرارات حازمة وحاسمة وقد تكون أليمة في بعض الأحوال. إن المصلحة الوطنية العُليا تتطلب إنهاء مُشكلة البطالة، وهذه المصلحة تعلو على أيّ مصلحة فردية إذا تعارضت معها". إذاً قد حدد الوزير الراحل طيب الذكر، ذائع الصيت، نظيف اليد. "رحمه الله" أولوية خطط الوزارة في مكافحة البطالة بين السعوديين ومن هنا فقد أعترف بشكل جليّ بأنها: مُشكلة تمثل تحدياً خطيراً لا يصلح لحلّها المهدئات ولا المُسكنات ولا الإجراءات الرمزية تحتاج المُشكلة إلى قرارات حازمة وحاسمة في بعض الأحوال يُمكن أن تكون القرارات أليمة إنهاء المشكلة مطلب وطني مُلحّ مصلحة الوطن تعلو على كل المصالح إذا تعارضت مع الحل. لن أزيد على هذا التشخيص للمشكلة ولكنني أرقب كما يرقب غيري ما الذي سوف تفعلهُ الوزارة من خطوات علاجية غير ما تعودنا عليه في مشافينا الإدارية حين تصرف المُسكنات التي توهم بالعلاج لكنها في الحقيقة تطيل أمد المُشكلة هذا إن لم تُفاقمها. ولا أعتقد بأن قضية البطالة بكل تشابكاتها عصيّة على الحلّ إذ يكفي فك شفرة معادلة (ملايين العمالة الوافدة + مئات الآلاف من القوى العاملة المحلية المدرّبة + فرص عمل هائلة في بلدٍ ينمو باطراد = بطالة). هُناك من يقول بأن (السعودي) كسول، غير منتج، كثير الغياب، تنقصه المهارات، عينه على الوظيفة الحكومية. قُلت: وماذا عن آلاف السعوديون فائقي الإنتاج في الشركات العملاقة مثل أرامكو وسابك. اسأليهم يا وزارة العمل فلعلّهم يبوحون بالسرّ.