كشف خطاب للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - بتاريخ 1354ه ، ضمن محفوظات دارة الملك عبدالعزيز ، دقة ملاحظته وبعد نظره ودرايته التامة بدقائق الأمور ، ومنها الفساد الإداري والمالي وظاهرة اجتراء بعض الناس وإقدامهم على أعمال التحريف والتزوير للمعاملات المؤثرة على حقوق الناس وعلى الأحكام القضائية، وتوجيهه باتخاذ موقف حازم حيال تلك الظاهرة التي كانت محدودة في عصره ، وكان تعليق مدير فرع الشؤون الإسلامية في المنطقة الدكتور محمد الخطري على الوثيقة بأن الموحد - رحمه الله - كان ينشد الحق ليعطيه أصحابه مهما يكن شأن المتنازعين، لا يغتر بمظاهر الناس ويغفل عن الحقيقة ملتزما بقول الله تعالى(وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين).مستنيرا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين بعثه لليمن فقال له : إذا الخصمان بين يديك فلا تقض لأحدهما حتى تسمع كلام الآخر ، وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وصيته الجامعة لأحكام القضاء وشيم القضاة التي وجهها لأبي موسى الأشعري حين بعثه قاضيا بالبصرة : "إن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، وآس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك، حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف في عدلك ،البينة على من أدعى واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا، ثم اعرف الأمثال والأشباه وقس الأمور بنظائرها"وقد قال ابن القيم عن هذه الوصية : "إنها كتاب جليل تلقاه العلماء بالقبول وبنوا عليه أصول الحكم والشهادة، والحاكم والمفتي أحوج شيء إليه وإلى تأمله والتفقه فيه"