** يستأنف اليوم، آلاف الطلاب والطالبات دراستهم بعد أطول إجازة قضوها هذا العام.. ** فقد استغرقت هذه الإجازة كل شهر رمضان المبارك وفترة عيد الفطر المبارك وإجازة اليوم الوطني وإجازة نهاية الأسبوع.. ** وبقدر سعادة الأبناء بهذه الإجازة الممتدة.. بقدر ما شعرت بخوف كبير على مستقبلهم.. بعد ان أنهكتهم هذه الإجازة الطويلة كثيراً.. وباعدت بينهم وبين دراستهم.. وخلقت لديهم بعض العادات السلبية بكل ما تركته على حياتهم من آثار قد يكون أقل ما يمكن ان توصف به هو.. اضطراب نمط الحياة.. بين سهر مبالغ فيه.. وسفر مرهق ومزعج.. ونوم غير منظم.. ** ومن المؤكد أن بدايتهم الدراسية اليوم ستكون ثقيلة.. وان استئناف حياتهم الطبيعية يبدو صعباً.. وغير سلس.. فما بالنا أيضاً بطلبة الجامعات وطالباتها الذين سيحتاجون إلى اسبوع آخر من (الضياع) حتى تنتظم حياتهم وتستقر من جديد.. ** وبرأيي ان وزارة التربية والتعليم.. ووزارة التعليم العالي.. بحاجة إلى مراجعة التقويم الدراسي من جديد.. وإخضاعه لدراسة معمقة توفق بين المصلحة العليا للوطن وبين ظروف البلد ومناسباته الكثيرة.. وبين حاجة ابنائنا وبناتنا إلى الراحة المعقولة.. وبين توفير الوقت الكافي للتحصيل الدراسي.. وبين كل المحاذير المترتبة على طول فترة الإجازة وما يكتنفها من فراغ وتحسبات.. ** ومع معرفتي بأن هناك من يطالب بتوقف الدراسية خلال شهر رمضان وهو ما حصل هذا العام.. وان هناك من يؤيد استمرار هذا التوجه بقوة.. الا انني اعتقد ان تضمين هذه الدراسة.. إجازة شهر رمضان ستكون مفيدة للغاية.. وضرورية إلى أبعد الحدود.. ** وبكل المقاييس.. فإن موضوع الإجازات لا يتعلق فقط.. بالأبناء وإنما يتصل بحياة الأسرة.. وبالمجتمع.. والوطن بأسره.. وعندما نولي اهتماماً كافياً بهذه الناحية، فإننا نؤكد أهمية التخطيط لحياتنا.. بدل ان نترك الأمور تمر بهدوء.. ودون دراسة فاحصة.. ووقوف على السلبيات أو الايجابيات – إن وجدت -.. ** ولعل مثل هذه الدراسة الميدانية تقوم أيضاً على استطلاعات رأي علمية لآراء الشباب والشابات أنفسهم بالإضافة إلى معرفة رأي المجتمع، جنباً إلى جنب استيعاب الجوانب التربوية والنفسية أيضاً.. *** ضمير مستتر: ** (حين يتحول المستقبل إلى هاجس.. فإنه يحرك فينا الكثير من المخاوف ويدفعنا في النهاية إلى الحياة الأفضل)