تعتبر إجازة الصيف عطلة نهاية السنة الدراسية والتي تكون راحة للطلاب بعد معاناتهم وجهدهم في الدراسة وهي فترة استجمام بعد جهد دراسة ومذاكرة فالمجتهد سوف يرى نتيجة جهده بتفوق والمهمل سيدفع ثمن اهماله بإعادة اختباره للدور الثاني. إن هذه الاجازة تفصل بين السنة الدراسية الحالية والسنة الدراسية الجديدة، والكثير من أبنائنا الطلاب يستغلون اجازاتهم في أشياء وأمور مفيدة فمنهم من يسجل في دورات تدريبية سواء في اللغة الانجليزية أو الحاسب الآلي والبعض يستغلون هذه الاجازة في السفر حيث الاستجمام والإحساس بالراحة خاصة أن اجازة الصيف مدتها طويلة وتصل إلى مائة يوم تقريبا أي أكثر من ثلاثة أشهر وهي فترة كافية جداً لأخذ الراحة والاستجمام وتجديد الحيوية والنشاط، ولكن هناك سؤالاً وجيه يتطلب الإجابة عليه بعد الاطلاع على اقتراحي، وهو هل مدة فترة الإجازة الصيفية للطلاب تعتبر كافية؟! باعتقادي أنها مبالغ فيها قليلا، ويستحسن أن تكون شهرين وبضعة أيام وهي كافية جداً بدلا من ثلاثة أشهر لسبب أن الشهر المتبقي المستقطع ياحبذا لو يؤجل إلى شهر رمضان المبارك الذي هو في أمس الحاجة لإعطاء الطلاب هذه الإجازة في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران وما يحتويه من الأجر العظيم والثواب الكبير حيث إن من أهم الأسباب والدواعي إلى ذلك أن الطلاب في هذا الشهر الفضيل متعودون على السهر إلى وقت متأخر جدا من الوقت لتناول طعام السحور ولأن الفترة ما بين اذان الفجر إلى وقت الدراسة هي تقريبا بضع ساعات بمعدل 5 ساعات على الأكثر وهي فترة غير كافية اطلاقا للنوم لأن الإنسان بحاجة إلى معدل ثمان ساعات للنوم وهذا المعدل الطبيعي الموصى به لتجديد خلايا المخ وتجديد نشاطه وحيويته، حيث يأتي الطالب إلى المدرسة وهو شبه نائم وتركيزه متشتت والسبب واضح هو السهر إلى ساعات الفجر الأولى لأن الغالبية ينامون بعد أداء صلاة الفجر وطبعا فترة النوم ما بين صلاة الفجر إلى ساعة الدوام الدراسي ليست كافية اطلاقا مما يسبب ارهاقاً وجهداً ذهنياً للطالب ناهيك عن فترة الصوم حيث يكون غير مستوعب للشرح وغير قادر على التركيز بسبب الارهاق وقلة النوم ونسبة استيعابه تكون ضئيلة جدا وتصل في بعض الأحيان إلى الصفر. اذن فترة النوم الكافية مهمة جداً لنشاط المخ والذاكرة ولكن النظام اليومي برمضان يختلف كلياً عن باقي الأشهر الأخرى وعندما يكون هذا الشهر الفضيل اجازة رسمية للطلاب نكون قد خففنا على أبنائنا فلذات أكبادنا عناء السهر وقلة النوم والأهم من ذلك أنهم يتفرغون لهذا الشهر المبارك في الصيام والعبادة ولأداء صلاة التراويح واستغلاله في قيام الليل لما فيه من الأجر والثواب العظيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» ونذكر قبل عدة سنوات كان شهر رمضان الفضيل إجازة الطلاب إلى يوم السادس من شهر شوال وكانت الفكرة ناجحة جداً، فأتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تقوم بدراسة الموضوع بشكل جاد واعادة النظر في ذلك لحاجة الطلاب الماسة إلى التفرغ في هذا الشهر الفضيل، حيث تكون فترة الاجازة الصيفية شهرين وبضعة ايام وهي كافية جدا ويؤجل الشهر المتبقي إلى شهر رمضان المبارك بالاضافة إلى ستة ايام من شهر شوال وسوف نرى باذن الله الاستفادة العظيمة في جعل هذا الشهر الفضيل عطلة رسمية لأبنائنا الطلاب لحجم الاستفادة من هذه العطلة في التفرغ للعبادة وأعمال الخير والتواصل بين الأهل والأقرباء.