عززت أمس الاثنين السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية في عدة مدن وبخاصة في باريس تحسبا لارتكاب عمليات إرهابية في البلاد منسوبة إلى مجموعات إسلامية متطرفة. وجاءت هذه التعزيزات على خلفية معلومات تلقتها أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية حول تهديدات بهذا الشأن ورغبة فرنسا في ملاحقة محتجزي الرهائن الفرنسيين الخمسة الذين اختطفوا في شمال مالي يوم الخميس الماضي. وتعززت الإجراءات الأمنية بشكل خاص في محطات القطار والطائرات والشوارع المكتظة بالمارة والمحلات الكبيرة بعد أن تلقت الأجهزة الأمنية الفرنسية في الأسابيع الأخيرة معلومات تتحدث عن إمكانية تحريك خلايا إرهابية نائمة في البلاد لارتكاب أعمال إرهابية في فرنسا. وهو ما أكده في اليومين الأخيرين بريس هورتوفو وزير الداخلية ومسئولون عن الأجهزة الأمنية الفرنسية . ويقول بعضها إن من بين عناصر الخلايا النائمة التي يمكن أن تتحرك في الأيام القليلة المقبلة امرأة. بل إنه تأكد حسب وزارة الداخلية الفرنسية أن دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير هو إحدى الشخصيات المستهدفة من قبل الأطراف التي لديها رغبة في ارتكاب عمليات إرهابية في فرنسا. وقد عززت وزارة الداخلية الإجراءات الأمنية من حوله لحمايته. وينتظر أن يطرح الموضوع خلال غداء سيشاطره يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأعضاء قيادة المجلس الوطني للديانة الإسلامية. وعلمت " الرياض" من مصادر مطلعة على الملف أن تزايد المخاوف من وقوع أعمال إرهابية في فرنسا يعزى إلى عدة أسباب وعوامل من بينها مصادقة البرلمان الفرنسي قبل أيام على قانون منع النقاب ومشاركة فرنسا في التصدي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وبالرغم من أن السلطات الفرنسية أكدت أن التواجد العسكري الحالي في منطقة الساحل الإفريقي إنما يندرج في إطار رغبة فرنسا في تخليص الفرنسيين الخمسة ومدغشقري وطوغولي كانوا قد اختطفوا من شمال النيجر يوم الخميس الماضي ونقلوا إلى مالي، فإن تنظيم القاعدة الذي يشتبه في تورطه في خطف هؤلاء الأشخاص مقر العزم حسب المحللين الفرنسيين على "استعراض عضلاته" من خلال أعمال إرهابية قد يقدم على اقترافها وتبنيها داخل فرنسا. من ناحية اخرى كشف مصدر أمني رفيع في الجزائر لم يكشف عن اسمه أن فرنسا طلبت رسميا من الجزائر مساعدتها في البحث عن رعاياها الخمسة الذين اختطفتهم القاعدة الجمعة الماضي في منطقة ارليت (1000 كلم شمال شرق نيامي) بالنيجر وأن الجزائر أعطت موافقتها على دعم جهود البحث عنهم . و قال المصدر أمس لإحدى الصحف الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية أن السلطات العسكرية أوفدت فرقا خاصة بمكافحة الإرهاب لتنسيق الجهود مع نظيرتها الموجودة على حدود الجزائر مع المالي والنيجر. وقالت " لوجون أنديبوندن " أن المصدر لم يرغب في التعليق على ما ذهبت إليه السلطات الفرنسية من أن الطوارق متورطون في عملية الاختطاف على خلفية التحاق 50 عنصرا من قبائل طوارق النيجر بصفوف القاعدة في بلاد المغرب العربي قبل أسبوع و احتمال أن يكون هؤلاء وراء ما أسمته "بيعهم" لتنظيم القاعدة مقابل الحصول على المال. وكثفت فرنسا الاثنين عمليات بحثها عن الرهائن السبعة انطلاقا من "قاعدة عملانية" في نيامي يتمركز فيها 80 جنديا للقيام بمهمات استطلاع جوية. ووضع في تصرف هؤلاء العسكريين طائرات استطلاع من طراز اتلانتيك-2 وميراج اف1-سي.ار بحسب مصدر مقرب من الملف في باريس. لكن هؤلاء ليسوا مسلحين لشن عمليات حيث تقتصر مهمتهم على "رصد الاتصالات اللاسلكية واي اشارة كهربائية مغنيطيسية لمحاولة معرفة مكان احتجاز الرهائن".