مع دخول المدارس وبدء عام دراسي جديد يقف "شارع العطائف" في الرياض على قدم وساق ويشحذ كل وسائل التسويق القديمة والجديدة والمبتكرة، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات لشراء لوازمهم و"قرطاسياتهم" من أشهر شوارع العاصمة. وتؤكد الاحصائيات أن 385197 معلماً ومعلمة يدفعون 90 مليون ريال سنوياً لشراء دفاتر تحضير الدروس للمواد التي يدرسونها استعدادا للموسم الدراسي، ومنذ سنوات ومع دخول الانترنت إلى يوميات حياتنا، برزت أسئلة كثيرة عن جدوى دفاتر التحضير التي يعاد كتابتها كل عام، والتي بسبب تكرارها أوجد المعلمون والمعلمات وسائل حديثة تتمثل في التحضير الجاهز والمخزن في "سي دي". "الرياض" التقت عددا من المعلمات وناقشت معهن كيفية استعدادهن لدخول الموسم الدراسي الجديد وكم يكلفهن الأمر وجدوى دفاتر التحضير. مكلف للغاية تقول المعلمة "حياة" وهي معلمة في إحدى المدارس الخاصة: إن دخول المدارس أصبح مكلفاً للغاية، وأنا استعد له بقائمة كبيرة من المشتروات التي تقفز أسعارها عاماً بعد عام، فمن شراء "طقمين" إلى ثلاثة للزي الموحد للمدرسة للتبديل بينهم، مع لوازمهم من أحذية وحقائب يد، إلى شراء دفاتر التحضير التي أصبحت سلعة مرهقة للغاية بسبب تنوع أشكالها واختلاف مستوياتها والتنافس بين المعلمات على شراء الأفضل والتميز بها، مؤكدةً أن ما تدفعه سنوياً مع بدء العام الدراسي يصل إلى قرابة الألفين ريال، أما عن دفتر التحضير وأهميته حالياً فأجابت قائلةً: أعمل في مجال التدريس منذ خمسة عشر عاماً و لم يخطر في بالي أن أناقش أهمية دفتر التحضير، ورغم تذمري من تكرار عمله السنوي إلا أنني أقوم به على أكمل وجه، بل وأحرص على أن يكون متميزاً، ولكن منذ عامين تقريباً بدأت استعين بالتحضير الجاهز، الذي وفر لي الوقت لتجهيز الوسائل التعليمية المناسبة، وإضافة معلومات جديدة لكل درس، إلى جانب توفير ساعات طويلة كنت أقضيها في ملء صفحات دفتر التحضير دون جدوى، والغريب أنه لا يسمح للمعلم أو المعلمة بفتح الدفتر أثناء الحصة، متسائلةً: اذن لماذا يفرض علينا إعداده؟. السعر عال وتوضح المعلمة "فاتن" وهي معلمة في مدرسة حكومية للمرحلة المتوسطة، أنه في المدارس الحكومية يكون التشدد بلا داع، ولذا فإنني أقوم بتحضير دروسي يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام رغم قناعتي الشخصية بعدم جدوى دفتر التحضير، وهو بالفعل يأخذ كثيراً من وقتي بلا جدوى غير أنني ملزمة به ولا أستطيع أن اشتري المادة محضرة جاهزة، لأن سعرها عال، إلى جانب أن اكتشاف أمرها يعرضني للمساءلة، لكن لو سألتني عن قناعتي الخاصة فأنا مقتنعة بأن أداء المعلم و فهمه لمادته و حبه لها، بالإضافة إلى شخصيته واحترامه لمهنته تعد الأساس في عملية إيصال المعلومات للطلاب وليس دفتراً لا يقدم ولا يؤخر كثيراً في العملية التعليمية. مهم للغاية وترى المعلمة "سارة" - 25 سنة خبرة في مجال التعليم - أن دفتر التحضير مهم للغاية وهو ليس فقط لتحضير الدروس، وإنما يعمل عمل مفكرة المعلم، اذ يحمل بين دفتيه بالإضافة إلى التحضير جدول الحصص الأسبوعي وملاحظات عن الوسائل التعليمية، وكذلك أفكار جانبية قد تعن المعلم أثناء الشرح، بل ويشكل وسيلة تذكير ممتازة باجتهاد الطلاب أو تكاسلهم، إلى جانب أهميته ك"مكمل" لا غنى عنه لأداء المعلم، و مدى جديته في عمله، مشيرةً إلى أن المعلمة التي لا تهتم بدفتر تحضيرها معلمة مهملة و ينبغي معاقبتها.