تسابق معلمون على محال القرطاسية، للحصول على دفاتر التحضير الجاهزة، بعد أن أكد مديري مدارسهم في اجتماعاتهم مع المعلمين، على جاهزية تحضير دروسهم منذ أول يوم دراسي، الذي يحل السبت المقبل، وهو موعد عودة الطلبة إلى المدارس. وقد يضطر المعلمون إلى دفع ضريبة تطوير المناهج الدراسية التي ستطبق على مستوى المملكة في هذا العام الدراسي. إذ استغل البعض فرصة وجود مواد دراسية جديدة لإيجاد سوق سوداء للمناهج، من خلال عمل تحاضير جاهزة للدروس. وبلغ سعر تحضير مادة «لغتي» للصف الأول الابتدائي 500 ريال، في الوقت الذي لا تتوافر فيه تحاضير جاهزة لبعض المواد الدراسية الجديدة، ومنها منهج «مادة التربية الفنية»، الذي سيُطبق هذا العام في الصف الأول الابتدائي، و«العلوم» للصف الخامس الابتدائي. وتفاجأ المعلمون بالأسعار العالية للتحاضير الجاهزة المطبوعة، وبخاصة للمواد الجديدة، مثل «لغتي» للصف الأول الابتدائي والمناهج المطورة، وأبرزها «العلوم» و«الرياضيات» في الصفوف الثاني والخامس والثاني المتوسط. وبلغ سعر تحضير «لغتي» المطبوع 65 ريالاً، فيما كان سعر تحضير منهج «القراءة» العام الماضي (المنهج القديم) 15 ريالاً. ويصل سعر قرص مدمج يحوي مواد الصف الأول الابتدائي، عدا «العلوم» و«الرياضيات» إلى 60 ريالاً. وحرص المعلمون على شراء التحاضير الجاهزة للمواد التي يقومون بتدريسها، بما فيها «لغتي»، لضمان الحصول على نسخة تحضير جاهزة، وبخاصة أن تحضير هذا المنهج غير متوافر في غالبية القرطاسيات. فيما لم تفرغ بعضها من تجهيزه بعد، وتعمل ليل نهار ليكون متوافراً يوم السبت المقبل. فيما رأى معلمون آخرون «عدم الاستعجال في الشراء»، بحجة أن «أصحاب القرطاسيات أنفسهم لم يعرفوا السعر الحقيقي لتحضير مادة «لغتي»، مستغربين في الوقت ذاته أن يصل التحضير إلى هذا السعر «المُبالغ فيه». وذكرت معلمة، قامت بتحضير منهج «لغتي» للصف الأول الابتدائي، أنها تبيع النسخة الواحدة المطبوعة مع قرص مُدمج ب500 ريال. ويحوي القرص عرضاً للدروس ببرنامج البوربوينت»، وعروضاً للصور الخاصة بكل درس، مشيرةً إلى أن تحضير المادة استغرق منها سنة كاملة، قامت خلالها بعمل مسح ضوئي لدروس المنهج، ثم تعديله عبر برنامج «الفوتوشوب». وقامت بتحضير الدروس والتدريبات وأوراق العمل والوسائل، وتصميم دروس نموذجية لكل وحدة دراسية. ويضم المنهج ثلاث وحدات، وكل وحدة دراسية تقع في 50 صفحة، تشمل عدداً من الحروف ونشيداً وتمارين وتطبيقات لكل حرف. وقالت المعلمة التي فضلت عدم ذكر اسمها: «قمت بتدريس «لغتي» لثلاث سنوات، خلال الفترة التجريبية التي فرضتها وزارة التربية والتعليم خلال الأعوام الماضية، على بعض المدارس في مدن الرياض، والدمام، وجدة، ومكة المكرمة، بهدف اختبار تجربة المنهج، وتعميمها على مدراس المملكة. وأكسبني ذلك خبرة في المنهج»، مضيفةً أن «بعض زميلاتي اقترحن عليّ عمل تحضير دروس للمنهج الجديد، بصفتي معلمة مجتهدة، على ان أقوم بإلقاء دروس نموذجية في مدرستي، لمعرفتهن بحرصي على تقديم دروسي بطريقة تقنية وحديثة، مستفيدة من جهاز العرض، بعد تقديم معلومات الدرس عبر برنامج «البوربوينت»، بهدف تشويق الطالبات وإيصال المعلومة لهن بيسر وسهولة، وترغيبهن في الدروس». وأشارت إلى أنها قامت بعمل تحضير «لغتي»، «تلبية لرغبة زميلاتي فقط. واحتجت للانتهاء من التحضير له نحو عام، وبعد ما تكبدته من جهد ومشقة، حددت سعر النسخة ب500 ريال». وقالت: «أن زميلاتي قمن بشراء التحضير من دون اعتراض على السعر، بعد ما اطلعن على التحضير، ووجدن حجم الجهد المبذول فيه»، مضيفة «حجم الإقبال من جانب زميلاتي وصديقاتي، دفعني إلى التفكير في بيعه على نطاق أوسع». وحول موقفها من عملية بعض القرطاسيات نسخ القرص، وبيعه بسعر أقل (60 ريالاً للنسخة الواحدة)، أجابت «من يقوم بذلك لا يخاف الله، لأنه سرقة لجهودي وحقوقي».