نبه «د.عيد بن شريدة العنزي» أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بكلية الملك فهد الأمنية، إلى أن الاستغلال السلبي للإجازة والتغيير السلوكي خلالها بشكل مفرط، يؤدي إلى تغير في كافة نظم النسق الفردي لدى الطلاب، يصاحبه خلل في كافة الأنظمة النفسية والاجتماعية والبدنية والغذائية، مما يجعل هذه الأنظمة بحاجة إلى إعادة تأهيل وإصلاح مما اعتراها من خلل قبل العودة للعمل أو المدرسة. وأضاف أن الإجازة تعني في أذهان الكثير من الطلاب مجرد فترة لعب ولهو يقضيها معظمهم بالنوم أثناء النهار والسهر ليلاً على الألعاب الالكترونية أو البرامج التلفزيونية، وقسم منهم في الطرقات والشوارع العامة أو ميادين «التفحيط» أو «التسكع» في الأسواق، موضحاً أن هذا الاستغلال السلبي للإجازة يحتاج إلى تأهيل لتغييره، ناصحاً أن تستغل فترة الأسبوعين القادمين في إعداد وتهيئة أبنائنا وبناتنا نفسياً واجتماعياً وبدنياً وغذائياً، لاستقبال عامهم الدراسي بحيوية مفعمة بالجد والنشاط، وذلك من خلال تغيير الأسرة لبرنامجها اليومي قبل بداية الدراسة بأسبوعين على الأقل، بما يتناسب مع وقت المدرسة، كتنظيم برنامج النوم والاستيقاظ مبكراً، وتجنب الأسرة السفر أو التنزه خلالها، مشدداً أنه على الأسرة الابتعاد عن المشكلات والخلافات، فالأسرة غير المستقرة لا تكون جواً صحياً لتهيئة الطالب نفسياً واجتماعياً لاستقبال عامة الجديد، وكذلك تهيئة المكان المناسب وتوفير كافة الإمكانيات المادية له من حقائب وملابس وأحذية، كي لا يبدأ عامه الدراسي وهو يشعر بالنقص والدونية ما بين أقرانه في المدرسة، فالملبس النظيف والمرتب يعطي الطفل أو الطالب مزيداً من الثقة بالنفس مما يساهم في أدائه العلمي. وأوضح «د.العنزي» أنه إذا كان الطفل ملتحقاً بالمدرسة للمرة الأولى فإنه من الضروري تهيئته نفسياً ومعنوياً لدخول مرحلة جديدة، مع ذكر الجوانب الإيجابية للدراسة، والابتعاد عن المبالغة في مدح المدرسة مما قد يجعله يصطدم بواقع مغاير عن الصورة التي تكونت لديه من قبل، مما قد يؤدي إلى علاقة غير جيدة معها، أما إذا كان الطالب ينتقل لسنة أو مرحلة جديدة فينبغي إعطاؤه تصوراً عن المرحلة الجديدة وعن المناهج الدراسية وعن المدرسين، ويمكن الاستعانة ببعض أصدقاء وأقارب الطفل الذين سبقوه إلى تلك المرحلة، وتشجيعه بأنه انتقل إلى مرحلة متقدمة لاستشعار المسئولية وتحقيق التوافق الذاتي والمجتمعي. وشدد «د.العنزي» على أهمية الدعم المعنوي والنفسي للطالب من خلال توضيح الأهداف النبيلة للتعليم وأهميته في حياتنا، إذ لا يمكن أن يتم التوافق النفسي له بمجرد إشباع حاجاته النفسية والاجتماعية والمادية دون التواصل بين الأسرة والمدرسة، فهذان القناتان المهمتان في العملية التعليمية ينبغي أن يصبا في اتجاه واحد، إلى جانب أن يكون هناك اتصال مستمر خاصة في بداية العام لمعرفة مدى توافق الطالب مع بيئة المدرسة ومساعدته في حل أي صعوبات قد تعيق توافقه النفسي والاجتماعي مع بيئة المدرسية، مشيراً إلى أنه ينبغي على الأسرة أن تدرك التغير في السلوك الغذائي خاصة أن الدراسة في هذا العام تأتي بعد نهاية شهر رمضان المبارك، ومساعدة الطالب على تنظيم وقت تناول الطعام وإشباع متطلباته المادية، فالطالب الذي يذهب إلى المدرسة بمصروفه اليومي يكون لديه استعداد أكبر للتفوق مقارنة بالطالب الذي يذهب إلى المدرسة محروماً من مصروفه نتيجة لشجار حصل بين أفراد أسرته، كذلك الطالب صاحب الهندام النظيف عكس الطفل الذي يسخر منه زملاؤه بمظهره الشخصي، لذا فإن تهيئة الطالب مادياً تُعد أمراً مهماً ومكملاً لتهيئته نفسياً، لافتاً إلى أن الطالب غير مهيأ نفسياً وغير المستقر اجتماعياً فإنه من البديهي أن يكون تفكيره منحصراً بمشكلاته شارد الذهن، فلا يمكن أن نتوقع منه النجاح والتفوق، كما هو حال الطالب الذي ليس لديه ما يشغله سوى التنافس مع أقرانه، فالطالب الذي محور تفكيره كيف يتفوق على زميله عكس الطفل الذي يفكر كيف يحل مشكلة والده مع والدته.