يقول الرافعي : إذا لم تزد شيئا على الدنيا كنت زائداً فيها . قال الشاعر نزار قباني يرحمه الله . يا أصدقائي جربوا أن تقرأوا كتاب . أن تكتبوا كتاب . أن تزرعوا الحروف والرمان والأعناب . شجعني الدكتور عبدالعزيز العبدالله الخويطر ، وقبله ألحّ عليّ مرارا الأستاذ جميل الحجيلان ، والأستاذ عبدالله العلي النعيم ، وقبل الجميع استحثّني عدد كبير من المحبين والأصدقاء وزملاء الحرف بأن أبادر إلى إصدار مطبوع يضم مجموعة منتقاة من هذه الزاوية منذ بدايتها في الظهور اليومي في نهايات الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي . ومما قاله الدكتور عبدالعزيز الخويطر: دع عنك مسألة المردود ، وربما التعب وابدأ . فذكرى الناس هو العمل الخيّر والكتاب وإنجازه هو من الأعمال الجميلة التي تبقى . وقلقي كان شكّي في جدوى إصدار مطبوع يضم مواضيع مختلفة الطرح ، بين تراث ولغة وأدب ومداخل معجمية . وأن المطبوع الذي يستحق أن يُطلق عليه كتاب يجب أن يحتوي على موضوع واحد ذي فصول موزعة ومراجع وحواش ومتون . هذا كان ظنّي الذي استحال إلى قيد . وفي معرض الرياض للكتاب رأيتُ أكثر من مطبوع جعلني أخلف الظن السابق . كتاب فيه طرائف شعر مختلفة الأغراض من شعراء تختلف عصورهم . كتب تحوي زوايا ساخرة عن مختلف نواحي الحياة صدرت عن مصر وبعضها عن لبنان وأُخرى عن تونس وكتب موضوعها الرسم الكاريكاتوري يتناول مواقف سياسية لعدد من رسامي الصحف . ولي عدد من المطبوعات في الأسواق ، لكنها كلها مفرداتية ، ذات علاقة باللغة الإنجليزية ومصطلحاتها . ومما لفت نظري في المعارض رأيتُ أنه من الصواب أن أجمع المهم من الزوايا في كتاب . وأرجو أن يكون ذا فائدة . وعملية الطبع والنشر والتوزيع والتصحيح همّ آخر ، كلما فكرتُ بها تذكرتُ كلام الأصدقاء بأن لذة الحرف والنشر تكمن في متاعبه لا بمردوده المادي . وقد قيل : - وجع الحرف رائع أوَ تشكو للبساتين وردة حمراءُ . وفي ديوان الشاعر الشعبي المرحوم علي بن عبدالرحمن الماجد ( أبو ماجد ) قرأتُ كيف عانى في سبيل طبع ديوانه . ولم تكن المطابع وخدمات التصميم موجودة كما هي عليه الآن . فكان مُترددا أيذهب إلى مصر أو الشام من أجل طباعة ديوان شعره الذي اختار أن يسميه " مظلوم " . قال : - لولا ان " مظلوم " بحياتي مشاكين فكري على شانه غدا سبعة اقسام ودّي يزاحم بالمجال الدواوين ياخذ نصيبه طبع ، لا خط رسّام ونا على هالحال ماهوب ممدين أطبع بمصر .. أو اقصر الطبع بالشام أقول إذا كان أهل الشعر والكلام يسافرون الأيام والليالي ، ليصلوا إلى بلد فيه مطبعة كي يطبعوا نتاجهم . وقد هيأ الله الإمكانات الفنية ، في بلادنا ، فيجب أن نأخذ دورنا ككتّاب وإظهار النتاج في مطبوع يكون في متناول القارئ العربي .