قبل أقل من 24 ساعة من الانتخابات البرلمانية في أفغانستان ، تلقى الناخبون رسائل متناقضة أمس الجمعة تضمنت تهديدات من حركة طالبان التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات وتطمينات من مسؤولي الحكومة يتعهدون فيها بتوفير إجراءات أمن كافية. ونشرت وحدات إضافية من الشرطة والجيش في مختلف أنحاء البلاد لمنع طالبان من عرقلة التصويت المزمع غدا السبت كما أقيمت نقاط تفتيش جديدة في مختلف أنحاء كابول. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زماراي بشاري إن 52 ألف ضابط شرطة على الاقل من بينهم خمسة آلاف شرطية جرى نشرهم في نحو ستة آلاف مركز اقتراع.وسيوفر نحو 63 ألف جندي أفغاني الامن حول لجان الاقتراع بينما سيكون أفراد القوات الاجنبية بقيادة حلف شمال الاطلسي (الناتو) الذين يبلغ عددهم 150 ألف شخص على أهبة الاستعداد. وسيجري نشر قوات أفغانية أيضا في المرتفعات والجبال التي تحيط كابول بينما قال الناتو إن قواته ستراقب العاصمة بمنطاد مجهز بكاميرات ذات تكنولوجيا متقدمة. ورغم كل هذه الإجراءات المشددة، خطفت حركة طالبان أمس 19 شخصا من بينهم مرشح للانتخابات التشريعية وعشرة من انصار مرشح آخر وثمانية موظفين في اللجنة الانتخابية في شمال غرب افغانستان وشرقها، كما اعلنت السلطات المحلية وطالبان. واعلن عبد الرحمن رئيس اللجنة الانتخابية المحلية لوكالة فرانس برس ان 18 رجلا خطفوا في منطقة موقور في ولاية بدغيس (شمال غرب)، متهما حركة طالبان بالوقوف وراء عملية الخطف. واكد حاكم المنطقة محمد شاه حنظلة عملية الخطف، مشيرا الى ان الرجال ال18 نقلوا الى منطقة بالا مرغاب التي تخضع لسيطرة طالبان في الولاية نفسها. وفي موازاة ذلك، خطف مرشح للانتخابات التشريعية يدعى عبد الرحمن حياة في ولاية لغمان (شرق). وقال المسؤول المحلي للجنة للانتخابية عبد الرحمن محابات "لا اعرف ماذا كان يفعل هناك لكنني اؤكد انه تعرض للخطف". واكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله تبني الحركة لعملية الخطف. من جهته، دعا الرئيس الافغاني حميد كرزاي الافغان بمن فيهم عناصر حركة طالبان، للتوجه الى صناديق الاقتراع اليوم للادلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية. وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي في كابول "نأمل ان يتوجه شعبنا، في سائر انحاء افغانستان، في كل ناحية، وكل مدينة، وكل محافظة، الى مركز التصويت المخصص له وان يصوت لمرشحه". واضاف ان "الانتخابات ستحمل مزيدا من الاستقرار في البلاد"، داعيا "عناصر طالبان الذين هم ابناء هذا البلد" الى المشاركة ايضا في الانتخابات.