هاهو الشهر الكريم يغادرنا وحزن شفيف يدخل القلوب على الرغم من فرحة العيد القادمة ، حزن خفي يذكرنا بأحبة غابوا عن انظارنا لكن الأفئدة والخواطر تضج بحضورهم الطاغي ، وبأنفاسهم وهي في جذوة حرارتها .. ندعو لهم بالمغفرة ، نتذكر العيد عمرا بعد عمر وسنة بعد سنة ، نشعر في لحظة ما بأن الفرح قد غاب عن مشاعرنا ، وذلك الانتظار ليومه القادم لم يعد يهزنا كما كنا اطفالا نفرح بالثوب الجديد والكنادر التي يلمع جلدها والطواقي والغتر والعقال الذي لا يلبث على رؤوسنا سوى لحظات ثم يسقط ويغيب بعد ساعة من ارتدائه وكأن الفرح هو في انتظار العيد وليس في العيد بذاته ، عندما تغيب شمس آخر يوم من رمضان يداهمني هذا الحزن أتذكر وكأن وجوه من في المشافي تحاصرني ولا أملك لها إلا الدعاء بأن تخرج إلى أحبابها وهي ترفل بالصحة والعافية ، تذكرت الأحباب من الجنسين من مرضى الفشل الكلوي والذين هم بحاجة لنا ، تذكرتهم لأنهم يعيدون إلى خاطري تلك المعاناة مع هذا المرض والتي كانت تحاصر حبيبنا الكاتب والرمز عبدالعزيز مشري والذي استطاع أن يهزم المرض وأن يبتسم للحياة في أحلك الظروف ، أعرف! أننا جميعاً سنقدم لهؤلاء المرضى كل الدعم بقلوب راضية وأكف سخية تقلل من معاناتهم وتشعرهم بأنهم جزء من هذا المجتمع الذي يمنح بود وكرم صادق من القلب . لا أدري كيف جاءت هذه الكلمة عبر ذاكرة مثقوبه لتؤكد أن " العيد .. العافية" العافيه في وجوه من نحب والعافية في أن يكون هذا الوطن يزخر بالمحبة ويزخر بأن يمنح كل مواطن مايستحقه من العيش الكريم وفرص العلم والعمل دون منة من أحد ،لأن هذا الوطن متى ما عمته العافية بكامل تفاصيله سيصبح وطناً رائداً وملاذاً كريماً وموقعاً آمناً يؤمن بالحرية والعدالة وتكافؤ الفرص واحترام لقدرة الانسان على الإضافة والعطاء متى ما شعر المواطن بأحقيته الكاملة فإنه بلا شك سوف يكون عنصراً يبني ولا يهدم يضيف ولا ينقص. العافية في الوطن ليس هذا الدخل الهائل الذي منحتنا إياه هذه الأرض وليس الخطط التي تظل حبيسة لملفات وخرائط البيانات . العافية أن تكون فكرة تنفذ على أرض الواقع وأن نحمي الشباب بجنسيه من بطالة أشبه بالوحش الذي سوف يستدرجهم إلى خطرين ماحقين وهما الإرهاب والمخدرات . هاهي الأخبار التي نشاهدها في كل يوم عن شغور وظائف مدنية أو عسكرية ، ثم نصاب بالغصة إذا تقدم لهذه الوظائف مئات الآلاف ، وهل دليل على أن هناك خطأ ما لم نكتشفه حتى هذه اللحظة ، بل إن هناك مئات الأسئلة التي تطرح نفسها وتؤكد على أن هناك خللا ما شبعنا من مخرجات التعليم وشبعنا من قلة الوظائف التي أصبحت تمثل منالاً صعباً أين الخلل ها هو في خططنا الخمسية ؟ ولو عدنا إلى مانفذ منها بصدق ووطنية حقة هل هو حقيقة أم جهد للذين يخططون للوطن في غرفة عالية التبريد لشباب تحت الشمس . وسلامتكم