بعد مرور شهر على أسوأ كارثة طبيعية شهدتها باكستان فقد معظم المتضررين كل ما يملكون تقريبا لكن الحزب السياسي الحاكم يخسر ايضا.. اصوات الناخبين الفقراء. وفي محمود كوت على بعد 40 كيلومترا جنوب البنجاب يقول احد العمال إنه لن يعطي صوته مرة اخرى لنائبة الدائرة في البرلمان لانها لم تفعل شيئا لقريته التي دمرتها الفيضانات. وقال إن هنا رباني خار وزيرة الدولة للشؤون المالية والاقتصادية مرت بسيارتها على القرية عقب الفيضانات ولم تتوقف فيها وتابع "اعتقدت انها ستهتم بأمرنا لكن هذا لم يحدث. يعدون بالكثير في الحملة (الانتخابية) ولكن لا يبالون بامرنا." وعمقت الفيضانات الغضب تجاه حكومة الرئيس آصف علي زرداري الذي يرأس حزب الشعب الباكستاني الذي يسود اعتقاد فعلي بانه يفتقد للفاعلية. ورغم ان القرية تبعد 20 كيلومترا عن نهر الاندوس الا انها غمرت من اتجاهين لان المسؤولين المحليين حاولوا وقف تدفق مياه الفيضان بتحويل مجرى النهر إلى قنال قريب. ويقول أحد سكان القرية وهو موظف بادارة الزراعة والمياه في البنجاب "فقدنا المحاصيل وقصب السكر والقطن. تركنا منازلنا وحين عدنا لم نجد شيئا . اخذ اللصوص كل شيء الاجهزة الكهربائية والحلي. نهبت القرية باسرها." وهو يحمل الحكومتين المحلية والاتحادية مسؤولية تفاقم الكارثة على مدار الشهر الماضي مضيفا ان من يحصلون على المعونة لا يحتاجونها مثل مؤيدي بعض الساسة. وفي الولاياتالمتحدة الدولة الحليفة التي تعتبر باكستان من دول خط المواجهة في الحرب ضد طالبان تنامي القلق من مشاركة أكبر لمنظمات خيرية إسلامية لها صلات بمتشددين في جهود الإغاثة من الفيضان واحتمال استغلال الغضب لتجنيد افراد. ويقول احد السكان لا نحتاج مساعدات خيرية او اي شيء هذا يجعلنا شحاذين نحن فقراء ولكننا نعمل بجد. ارجوكم لا تحولونا إلى شحاذين.