تكثر هذه الأيام الحروق والإصابات المتنوعة سواء في المطابخ أو في أنحاء المنزل الأخرى، خاصةً في شهر رمضان الذي يكثر فيه استعمال الزيوت، إلى جانب أنه من الممكن وقوع العديد من الإغماءات في حالة وجود مريض السكر أو الضغط. وعلى الرغم من تنامي الحوادث المنزلية، إلاّ أن كثيراً من الأسر تفتقد لأولويات الإسعافات الأولية، وطريقة التعامل مع الإصابات، وحين ننظر إلى ثقافة المرأة حول تلك الإسعافات، نجدها قاصرة ودائماً تنتظر المساعدة الخارجية من الهلال الأحمر، الذي يقدم بعض الدورات التي لا تخدم أكبر شريحة من المجتمع. وقد أبدت عدد من الفتيات رغبتهن في تعلم أساسيات ومبادئ الإسعافات الأولية، لعدة أسباب كان من أهمها عدم قدرة المسعفين الرجال على دخول المنازل إلا بعد وقت طويل. حاجة ماسة تقول "منى الحامد": إن تأهيل مسعفات يجب أن يكون من أولويات هيئة الهلال الأحمر، وذلك لأن العديد من الناس يرفض التدخل الإسعافي عندما تكون المصابة امرأة، بل ويكتفون بتغطيتها وذلك في حالات الحوادث، موضحةً أن وجود مسعفات من النساء سيساهم في مساعدة الحالات النسائية التي تكون مصابة بسبب الحوادث، إضافة إلى أهمية وجود المسعفات أو المدربات على الإسعافات الأولية في المدارس لتلافي الحالات التي لا يمكن أن تحتمل التأخير. وتوضح "حنان الهاملي" - موظفة - أن هناك حالات نواجهها وتضطرنا لانتظار رجال الإسعاف، وخاصة عند سقوط أحد الأطفال أو حدوث حالات إغماء للسيدات أو نوبة سكر وغير ذلك، مما يوقعنا في حيرة من أمرنا. وتقول "روان محمد" - خريجة كلية التربية -: إنها تقوم بعمل إسعافات أولية لأفراد أسرتها، من خلال حقن والدها المريض بالسكر، متمنيةً أن تتلقى تدريباً على هذا العمل، أو أن تعمل كمسعفة أو متطوعة للعمل في هذا المجال. حالات طارئة ودعت "زلفة الكامدي" مديرة مركز التدريب النسائي في جمعية الهلال الأحمر السعودي في عسير، إلى فتح المجال أمام الفتيات للعمل كمسعفات في جمعية الهلال الأحمر، مضيفةً: "أن عمل الفتيات السعوديات في الجمعية لا يتعدى التدريب على الإسعافات الأولية"، مشيرةً إلى أن المركز قام بتنفيذ دورات داخل المدارس والقطاعات النسائية والكليات والجامعات، حيث تهدف إدارة القسم النسائي إلى نشر الثقافة الإسعافية بين الفئات النسائية وتأهيلهن على مواجهة الحالات الطارئة، من خلال البرامج التدريبية والتوعوية وتفعيل العمل التطوعي لخدمة المجتمع، موضحةً أن من أهم البرامج التدريبية التي يقوم بها المركز من جهة التدريب هو برنامج الأمير نايف للإسعافات الأولية، وهو برنامج مهم جداً لتأهيل كل سيدة في المجتمع على مواجهة الحالات الطارئة، ويقام مجاناً داخل القسم، لافتةً إلى أن قسم الخدمات التطوعية في الهيئة يهدف إلى استقطاب المتطوعات للعمل في مجالات التطوع الخاصة بالهيئة، فعلى سبيل المثال المشاركة الفاعلة مع المجتمع، وكذلك البرامج التعاونية مع قطاعات المجتمع والإسهام في نشر الوعي الصحي لدى المجتمع. 200 دورة وذكرت "الكامدي" أن المركز أنشئ عام 1428ه- ويتبعه قسم البرامج التدريبية والتوعوية، وبلغ عدد الدورات ما يزيد عن 200 دورة، أما المستفيدات فهن أكثر من 1800 مستفيدة، وعن المحاضرات التوعوية والتعريفية فقد بلغ ما يزيد عن 8000 مستفيدة على مدى الثلاث سنوات الماضية، موضحةً أن عدد متطوعات هذا العام ما يقارب 15 متطوعة، وقد تم تفعيل العديد من البرامج التطوعية عن طريق متطوعات القسم بالمنطقة، وعن دور المركز في إيصال دوراته للمناطق النائية قالت "الكامدي": يسعى القسم النسائي إلى نشر التثقيف الصحي والتوعية الإسعافية من خلال البرامج والدورات التدريبية والمحاضرات التوعوية في جميع محافظات المنطقة، مشيرةً إلى أنه قد تم تنفيذ العديد من الدورات في مختلف محافظات المنطقة مثل "محايل عسير" و"عبل بالحمر" و"رجال ألمع"، ونسعى جاهدين إلى تنفيذ هذه البرامج في نطاق أوسع، حيث تم التنسيق لعقد دورات في محافظة "سراة عبيدة" و"المجاردة" ومحافظات أخرى. عاجزة عن التصرف ويقول"د.هادي الحطم" المدير الطبي للهلال الأحمر إن هناك العديد من الحالات التي تتعرض فيها المرأة للإصابة في مقر العمل أو في المنزل أو في المدرسة، حيث تقف المرأة عاجزة عن التصرف السليم، وهذا ما يتطلب إلماماً من المرأة بأسباب الخدمات الطبية الإسعافية، لكي تتمكن من الحد من خطورة بعض الإصابات، مشيراً إلى أن نسبة الحوادث المنزلية التي تعجز فيها الأم عن التصرف سجلت نسباً كبيرة، حيث إن العديد من الحالات لا يقدم لها الرعاية الطبية اللازمة إلا بعد نقلها إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات، مما ينتج عنها عاهات ومخاطر كان بالإمكان تلافيها لو استغلت الثواني الذهبية في مباشرة الحالة الإسعافية، مشدداً على ضرورة التزود بثقافة الإسعافات الأولية وضرورة تعلم كل سيدة أولوياتها.