جاءت الإشارة إلى إصلاحات اقتصادية بسيطة في كوبا منتصف أغسطس المنصرم في صحيفة "جازيتا أوفيشيا" الرسمية في هافانا. ولكن القاعدة العريضة في كوبا لم تلاحظ سوى نهاية الشهر المنصرم أنه سيصبح من حق الأجانب في كوبا تملك الأرض الزراعية وأراضي البناء وسيصبح من حق الكوبيين أن يبيعوا الفاكهة والخضروات التي زرعوها بأنفسهم في الشوارع. وكان وزير الاقتصاد الكوبي مارينو موريللو قد قال قبل ذلك بوقت قصير إن الدولة لا تستطيع التكفل بكل شيء، وهو ما دفع الاقتصادي الكوبي المعارض أوسكار ايسبينوسا لاعتبار سماح الحكومة الكوبية بالمزيد من العمل الخاص في القطاع الاقتصادي في هذه البلد الشيوعية بمثابة "فتح باب وآفاق" في كوبا الشيوعية. ورأى المعارض الكوبي أن هذه الإصلاحات البسيطة تعني "كسرا لأحد المحرمات القديمة في كوبا". وقال موريللو في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في مدينة مكسيكو سيتي إن هذه الإصلاحات تفتح سلسلة من الفرص والإمكانات أمام العمل الخاص غير أنه دعا لانتظار ما ستسفر عنه هذه الإجراءات وعدم الإفراط في أخذها على محمل إيجابي. ويخفي هذا التحول غير المعلن اعترافا بأن الدولة قد فشلت ولم تعد تأمل في التغلب على مساوئ الشيوعية التي تواجه خطر الزوال. وقال موريللو في تصريح للصحفيين إن 90بالمائة من الاقتصاد الكوبي في أيد حكومية ودعا إلى أن تستمر الحكومة مستقبلا فقط في إدارة "القطاعات الكبيرة" في الدولة. ورأى موريللو أن "الإصلاحات البسيطة التي اتخذتها الدولة في السابق على استحياء مثل توزيع بعض مساحات الأراضي الصغيرة على المزارعين لم تحقق النجاح المأمول من ورائها" وأن الإنتاجية تراجعت في الصناعة والزراعة إلى أدنى مستوى لها. وقال موريللو إن معدل الدخل في كوبا مازال 15 يورو شهريا وإن كوبا استوردت عام 2009 مواد غذائية بنحو مليار ونصف مليار دولار أي ما يعادل 80 بالمائة من احتياجاتها الزراعية وإن الارتفاع الحالي في الأسعار كارتفاع أسعار القمح على سبيل المثال يدعو للخوف. وحسب البيانات الرسمية في كوبا فإن إنتاج المواد الغذائية انخفض هذا العام بواقع 5ر7 بالمائة وتراجع محصول البطاطس بشكل حاد وصل إلى 8ر30 بالمائة وتراجع إنتاج الموالح بنسبة 7ر29 بالمائة والفول بنسبة 27 بالمائة مقارنة بتراجع 7ر1 فقط في إنتاج الأرز. وفي ضوء هذا الوضع فإن كوبا تعتمد شبكل خاص على الاستثمارات الخارجية. ومن المتوقع أن تلعب السياحة في ذلك دورا كبيرا في الانفتاح على العالم الخارجي حيث تعتبر إلى جانب استخراج النيكل أحد أهم مصادر الدخل في كوبا. وتراجعت صادرات النيكل بشكل طفيف في النصف الأول من العام الجاري. ومن المنتظر أن يبدأ العمل في إنشاء 16 ملعبا للجولف مطلع العام القادم تقام عليها مساكن فاخرة وفنادق. ولكي تعثر كوبا على مستثمرين من خارجها لتمويل هذه المشاريع فقد قررت كخطوة أولى السماح للأجانب قانونا بحيازة الأرض والانتفاع بها لمدة 99 عاما وليس 50 عاما فقط كما هو معمول به حاليا. وهناك المزيد من التعديلات التشريعية التي تعتزم الحكومة الكوبية إجراءها لجذب المستثمرين الأجانب. وعن هذه التشريعات قال وزير السياحة الكوبي مانويل ماريرو إن هذه القوانين "معقدة من الناحية التشريعية.. الأمر يتعلق بثماني أدوات قانونية". ويعتقد بعض المراقبين أن هذه التشريعات المحتملة تتعلق بقضايا الهجرة وبتقديم ضمانات قانونية للأجانب الذين سيسمح لهم بشراء عقارات في كوبا مثل السماح لهم بالإقامة الدائمة بجانب هذه العقارات وإزالة القيود أمام دخول كوبا والخروج منها.