تحن القلوب والأبصار دوماً لرؤية من سكنها حباً ووفاءً فتفتقده في غيابه رغم علمها أنه ساكنها. تلك عيوننا وقلوبنا وذاك الذي سكنها هو أميرنا المحبوب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير أرواحنا ثم أمير منطقة الرياض. أعلم أن كل كلمة أخطها هنا لا تفي قدره ومكانته التي يعلمها تماماً في قلوب أبنائه من الأسرة والشعب على السواء. وأعلم أنه حفظه الله لا يحبذ كلمات المديح والإطراء فهو في غنى عنها ولكنها المشاعر التي أكنها في قلبي له أدام الله وجوده، مثلي في ذلك مثل غيري من أبناء الرياض بخاصة والوطن عامة، وهي يعلم الله تزيدني شرفاً حين أحاول الصعود بها إلى تلك القمة العالية. فقد عاصر أمد الله في عمره بالصحة والعافية أجيالاً نمت وترعرعت على رؤية ذلك الطود الشامخ يستقبلها كل يوم في مكتبه بإمارة منطقة الرياض بلا كلل أو ملل يحل مشاكلها ويتابع مصالحها ويذلل الصعاب لها. وصنع أيضاً نهضة هذه المدينة التي كانت قبل سنوات مجرد مدينة عادية لتصبح مدينة عصرية ضخمة تسير بخطى ثابته واثقة غير متسرعة. كيف لا تفتقد الرياض سلمان وهي تعلم أنه في مثل هذه الأيام المباركة من كل سنة يرعى مسابقات تحفيظ القرآن الكريم وجميع المناشط الخيرية ويدعمها مادياً ومعنوياً. وكيف لا نفتقد سلمان نحن أبناء الأسرة وأبناء الشعب الكرام في استقباله اليومي للجميع في مكتبه وكذلك في جلسته الأسبوعية بقصره العامر وبكلماته التوجيهية المباشرة وغير المباشرة. وكيف لا نفتقد سلمان الذي يعرف الصغير والكبير بمجرد أن يسمع اسمه فيعرف عائلته وأهله بل إن المرء في حضرته يسكت إجلالاً حين يذكر تاريخ المملكة والأسر العريقة بها لما يسمع منه حفظه الله من معلومات مؤكدة. حبنا لسلمان لم يكن ذات يوم حباً عابراً، بل هو ترابط وثيق صنعته هيبة سلمان الأب الرمز الذي يفتقده أهل البيت في غيابه ويرتاح صغيرهم وكبيرهم لتواجده بينهم فقط فكيف به وهو يعلم ويتابع جميع أمورهم. حبنا لسلمان لا أبالغ إن قلت إنه تشرب في قلوبنا كحب الوالدين بتواضعه وسعة صدره ورأفته بالناس وقربه منهم. فمن ذا يلوم الرياض وأهلها في غياب سلمان؟ ضاقت القلوب حين سمعت بدخول سيدي للمستشفى لإجراء عملية جراحية، لتفيض بعدها العيون فرحاً بعد أن علمت بنجاح تلك العملية الجراحية التي أجريت له وخروجه ولله الحمد والمنة من المستشفى ولم لا؟، فقد حق للجميع أن يفرحوا بعافية أحق من قيل فيه هذا البيت من الشعر في هذا الزمن: وما أخصك في برء بتهنئة إذا سلمت فكل الناس قد سلموا أعادك الله يا سيدي لنا سالماً معافى من كل سوء ومتعنا بوجودك وأمد في عمرك بصحة وعافية.