أكد العقيد متقاعد محمد بن فراج الشهري شاعر تنومة ان الوزير غازي القصيبي رحمه الله رجل المهمات الصعبة وزير استثنائي ، وهو الأديب الأريب ، والشاعر الكبير حمل في فكره هموم وطنه وحاول بكل الوسائل أن يشرح معنى المواطنة ويوظف معانيها في خدمة وطنه وأمته ، كان أنموذجا رائعاً للوزير المثالي الذي لم ينبهر بأبهة المنصب ولم يمنعه عن النزول إلى ميادين العمل المختلفة والاقتراب إلى حد الالتصاق بالجمهور .. لا تنقصه فراسة ولا جراءة ،ملم بالأحداث ومساير لتطورات الزمن وسابق لعصره في أمور كثيرة ، وقال الشهري: ان لي شخصياً موقفا لا أنساه معه رحمه الله عندما كان وزيراً للصناعة والكهرباء وهو موقف لن ينساه أهالي تنومة مهما طال بهم الزمن .. حيث كانت تنومة وقتها تعيش في ظلام دامس والناس كانوا على الأتاريك والفوانيس ومواطير الكهرباء التي كانت مزعجة للسكان إضافة إلى ما تخلفه من آثار على البيئة واذكر انني ذهبت إلى معاليه رحمه الله ومعي خطاب توصية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في ذلك الوقت وكنت أطالب بإيصال التيار إلى تنومة أو على الأقل إعطائنا المعدات القديمة لشبكة كهرباء أبها نظراً لاتساع مساحة تنومة ووجود العديد من القرى فيها . وعند زيارتي له رحمه الله قال : أما شبكة كهرباء أبها القديمة فهي مثل مواطيركم القديمة وخالد الفيصل أدرى باحتياج تنومة منا ومنكم وان شاء الله ما نقصر معكم رح وارجع لي بعد أسبوع ونشوف ماذا نستطيع تقديمه لكم، وتابع الشهري قائلا : ذهبت وعدت بعد أسبوع لأجد أمر إيصال الكهرباء لمنطقة تنومة وتعميد كهرباء الجنوبية بذلك وكنت غير مصدق لأنه كان بالنسبة لنا حلما من الأحلام وكنت فعلاً غير مصدق حتى شاهدت المعدات بعد (3) شهور في تنومة ولقد كان ذلك العمل وذلك القرار تاريخاً جديداً لتنومة لن تنساه للمرحوم ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله. ولا أنسى عند مقابلتي له رحمه الله الاستقبال الحسن والوجه البشوش بعد أن قدمت له قصيدة تشكي حال تنومة في أبيات بسيطة رد عليها بابتسامته المعهودة وقال مازحا : تكتب تعهد إذا ما لبينا طلبكم ما تهجونا . قلت حاضر!. وفي ختام تعليقه دعا العقيد والشاعر محمد الشهري الله أن يرحم غازي القصيبي وأن يسكنه فسيح جناته.