لم يكتف مهاجم الأهلي مالك معاذ بتدهور مستواه الفني الذي لم يستطع معالجته منذ موسمين على الأقل، فزاد عليه بتدهور انضباطه السلوكي داخل الملعب. المستوى الفني المتميز والسلوكي الرياضي القويم كانا ميزتين عرفا بهما مالك منذ إطلالته الأولى في عالم النجومية، وهو ما جعله يصنف كنجم حقيقي، بيد أن هذه النجومية بدأت تخبو شيئا فشيئا، والمؤسف في الأمر أن تتزامن خسارة مالك لامكاناته الفنية مع خسارته لاحترام محبيه الذين عشقوا روحه الرياضية وأخلاقة الرفيعة قبل أن يعشقوا فنياته. في مباراة الأهلي الأخيرة مع الاتفاق تجلت حقيقة مالك الراهنة، فبالإضافة إلى المستوى المتواضع الذي ظهر به ما جعله عالة على فريقه طوال المباراة التي كان سبباً من أسباب خسارته لها بإضاعته لغير فرصة سانحة لفريقه، فقد زاد على ذلك بخروجه عن الروح الرياضية حينما تعمد توجيه صفعة متعمدة لمهاجم الاتفاق الارجنتيني سبستيان تيجالي بعد أن غافل الحكم عباس إبراهيم الذي بدوره وجه البطاقة الصفراء للاعب الأرجنتيني في وقت كان يستحق فيه معاذ البطاقة الحمراء. تصرف مالك سحب كثيرا من رصيده لدى الجماهير بكافة ميولها بدليل صيحات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير الحاضرة في المباراة، وردود الفعل العنيفة بعدها في المجالس والمنتديات، وهي التي كانت تراه قدوة في اخلاقه قبل مستواه، وهو ما يستدعي حتمية رجوع مالك إلى نفسه لمحاسبتها قبل ان يبدد كامل رصيده الذي تنامى في غضون فترة وجيزة بسبب تألقه إن مع ناديه أو المنتخب السعودي، وإن لم يفعل فسيكون قد خط بيديه درب نهايته الفنية والسلوكية.