عدت منذ أيام معدودات من سفرة خارج المملكة طوفت خلالها عدة مطارات في عدد من دول العالم بينها دول أجنبية وأخرى عربية شقيقة أقل منا في الامكانات المالية والاقتصادية والسياسية، وبدأ يدور في خاطري سؤال أين يقع مطار الملك خالد الدولي من خارطة المطارات العالمية؟ جاء هذا السؤال بعد أن لاحظت أن هناك فرقا كبيرا بين مطارات هذه الدول، ومطاراتنا الدولية الثلاثة بالرياضوجدة والدمام، والتي تعد بمثابة واجهة لاسم ومكانة هذا البلد الكبير العظيم في حالة قدوم الزائر أو الحاج أو الضيف، ولكن رغم النهضة التنموية الشاملة والمستمرة التي تعيشها المملكة العربية السعودية، نجد أن تلك المطارات تقف محلك سر، لا من حيث الخدمات التي تقدم ولا من حيث التجديد ومواكبة التطور الذي يليق بمقام ومكانة المملكة، فبعض المطارات مازالت تعاني من مشكلات كثيرة وبيروقراطية مزمنة في ادارتها، وبخاصة مطار الملك خالد الدولي الذي يحتاج إلى سرعة في تطوير أدائه وكفاءته، والقضاء على البيروقراطية والسلبية التي يعاني منها، ونأمل أن يكشف عن انجازاته واخفاقاته بكل شفافية مثلما فعل المهندس عبدالله رحيمي رئيس هيئة الطيران المدني خلال لقائه مع نخبة من الكتّاب والإعلاميين مؤخراً حيث اتسم اللقاء بشفافية في طرح واقع المطارات السعودية والاحتياجات بجانب الطموحات التي تعمل الهيئة جاهدة على تحقيقها، وهو في حقيقة الأمر طرح يشكر عليه لأننا لم نعتد عليه كثيراً، وأهم ما في اللقاء أن المهندس رحيمي قدم الحقائق التي يعاني منها قطاع الطيران في المملكة بكل تجرد من محاولات التلبيس أو التجميل أو العرض لأنصاف الحقائق وفي موازاة ذلك ما فعله رحيمي نواجه صعوبة في الوصول إلى غيره من المسئولين الذين يعملون في ذات القطاع عند الاستفسار عن أي شأن يختص به. فيجب على ادارات المطارات ان تفتح أعينها وتعجل بتنشيط المطارات، فليس فقط بأن يقف السعودي عند بوابة مطار الملك خالد بالرياض منادياً الضيوف القادمين: تاكسي! تاكسي! من المسئول عن هذه الظاهرة التي لا تلقى كل مقومات الحضارة ونحن نعيب على هذه التصرفات عندما يقف السعوديين عند مخارج الأبواب ويضايقون الركاب. من المسئول هنا عن هذا التصرف، يفترض لهيئة الطيران المدني والمرور أن تضع حدا لهذه الأساليب الفوضوية، التي تعكس مظاهرنا غير مقبولة والاكتفاء بشركات ليموزين واقفة في مواقف خاصة يأتي الراكب حسب الأولوية في الصف كما هو حاصل في دول العالم بل الدول المجاورة. وهناك أسئلة تتناول مشاكل حقيقية في المطار تتضح منذ أن ينزل المسافر من الطائرة لتبدأ رحلته مع مجموعة من التعاملات والمواقف التي بالتأكيد ستترك أثراً سلبياً عن البلد، من خلال سوء معاملة وفوضوية في الاجراءات، وكذلك عدم الاجابة عن استفسارات القادمين ومروراً بأجهزة التكييف التي توقف نبضها لمدة أسبوع كامل خلال الأيام القليلة الماضية لتصبح ساحات المطار أشد لهباً من الطرقات الخارجية. وإذا استمر هذا الحال على ما هو عليه سوف يبقى مطار الرياض متربعاً في ذيل قائمة مطارات العالم كما أشارت الدراسات التي نشرت سابقاً من مؤسسة سكاي تراكس البريطانية. وفي النهاية أريد من أي مسئول في مطار الملك خالد الدولي بالرياض أن يوضح لنا ما هي الخطة المستقبلية لاستيعاب الركاب القادمين والذاهبين، وهل النسبة في ازدياد ومعرفة المعوقات حتى تسعى لها جميع الجهات الرسمية وتتكاتف لتلاشيها، وأين يقع المطار على خارطة التطوير والتحديث العالمي؟ * عضو الجمعية السعودية للاقتصاد وعضو اللجنة العقارية بغرفة الرياض