لم يكن لقاء المهندس عبدالله رحيمي رئيس هيئة الطيران المدني مع نخبة الكتّاب الإعلاميين اعتيادياً حيث تميز بشفافية في طرح واقع المطارات السعودية والاحتياجات بجانب الطموحات التي تعمل الهيئة جاهدةً على تحقيقها، وهو في حقيقة الأمر طرح يشكر عليه لأننا لم نعتد عليه من مسئول في منصبه بالرغم من أهمية هذا التوجه وانعكاساته التي ستصب إيجاباً على واقع التطوير والتقدم. عندما نرى رجلاً بمنصب المهندس رحيمي يقدم مثل هذه الحقائق التي يعاني منها قطاع الطيران في المملكة بكل تجرد من محاولات التلبيس أو التجميل أو العرض لأنصاف الحقائق وفي موازاة ذلك نواجه صعوبة في الوصول إلى غيره من المسئولين الذين يعملون في ذات القطاع عند الاستفسار عن أي شأن يختص به أو نحصل على إفادات لم يعد المجتمع يتقبلها أو يصدق بها كونها تشعر المستفسر بأن ما يستفسر عنه “ كامل الأوصاف “ وخال من العيوب ومنزه عن الانتقادات. لقد صادفني شخصياً ما أتحدث عنه من صعوبات في الحصول على معلومة تهم الشأن العام تخص مطار الملك خالد الدولي وتوقعت أنه ربما عدم توفيقي في اختيار الوسيلة الصحيحة للتواصل مع المطار، ولكني عندما وجدت فقط خلال الأيام القليلة الماضية عدد من الكتّاب يستاء من عدم تجاوب ذات الجهة لوسائل الإعلام علمت أنه نهج تسير عليه هذه الجهة، ودليل ذلك ما بحثت عنه ووجدته من شكوى للشأن العام وتناولتها وسائل الإعلام منذ سنين ولم يتم علاجها حتى الآن ولسان حال من يعمل فيه يقول “ إذن من طين وأخرى من عجين”. حتى أكون منصفاً لم تنل جميع الاستفسارات ذات الإهمال بل تمت الإجابة على عدد منها، وكان التجاوب هو نصيب هذه الأسئلة بسبب أن إجاباتها اقتصرت على الجوانب التي تظهر الإيجابيات فقط للمطار، وعدد آخر تم الإجابة عليه بشكل يناقض الواقع أو يبرر الخلل بأسلوب استفزازي للمستفسر والقارئ مثل ذلك الذي تناول عدم ملائمة الكراسي الحديد لواجهة عاصمة المملكة لما تسببه من أضرار صحية لظهر المسافر الذي يجلس عليها فضلاً عن أنها ليست مريحة ثم يأتي الرد عليه “بأن الكراسي الجلد السابقة تعرضت للخدوش لذلك تم استبدالها!” أهذا مبرر يدفعكم إلى معاقبة جميع المسافرين بكراسي حديد؟ كان هذا المقال في نهاية العام 2008 وها نحن في منتصف 2010 ولم تتم الاستجابة للشكوى حتى الآن، وأما المصير الثالث فهو لتلك الأسئلة التي تتناول مشاكل حقيقية في المطار تتضح منذ أن ينزل المسافر من الطائرة لتبدأ رحلته مع مجموعة من التعاملات والمواقف التي بالتأكيد لن تترك لديه أثراً إيجابياً عن البلد، وأعرف شخصياً رجلاً توجه من صالة القدوم إلى صالة المغادرة وحجز رحلة عودة إلى بلاده في نفس اليوم بسبب ما تلقاه وعائلته من سوء معاملة وفوضوية في الإجراءات نقلت إليه صورة سلبية عن حال البلد، وكذلك عدم الإجابة عن استفسارات سوء أجهزة التكييف التي توقف نبضها لمدة أسبوع كامل خلال الأيام القليلة الماضية لتصبح ساحات المطار أشد لهباً من الطرقات الخارجية ووصولاً إلى الاستياء من الهمجية في سائقي الليموزين غير المرخصين الذي لا يتركون مكاناً لمن يريد استقبال ذويه وغيرها من المشكلات التي لن تتمكن هذه الزاوية من استيعابها، هذا النوع من الأسئلة كان ولا يزال ضيفاً ثقيلاً لا يتم التعامل معه ويحجر عليه في أدراج مظلمة،، وأنتهي بما ابتدأت به بمباركة خطوة المهندس عبدالله رحيمي الموفقة آملاً أن تكون سبيلاً ينتهج البقية طريقه. [email protected]