استقبل اليمنيون شهر رمضان بموجة غلاء وصلت أكثر من 100 بالمائة في كثير من السلع. وقد ارتفعت أسعار مادة السكر، وهي أساسية في حياة اليمنيين بشكل كبير بحيث وصل سعر الكيس زنة 50 كلغ إلى 13 ألف ريال يمني، أي مايعادل 65 دولار، فيما ارتفعت أسعار الدقيق واللحوم التي وصلت نسبة الزيادة فيها إلى 200 بالمائة. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد حذر وتوعد بمعاقبة من يرفعون الأسعار خلال شهر رمضان وإحالتهم إلى القضاء، موصيا التجار ب" الخوف من الله ومراعاة احتياجات الملايين من فقراء اليمن ". ورغم هذا التحذير فإن موجة الغلاء تضرب اليمن، حيث قال عبده ربل، صاحب بقالة في وسط العاصمة صنعاء إن "موجة الغلاء تعود بدرجة أولى لتجار الجملة الذين يعتبرون شهر رمضان موسما لرفع الأسعار بشكل مفرط مع أن بعض السلع المستوردة متوفرة لديهم منذ اشهر" . باعة متجولون يعرضون كل شيء من المواد الغذائية إلى الملابس في شوارع صنعاء القديمة وأضاف ربل "لم يقتصر الأمر على ارتفاع أسعار المواد المستوردة كالسكر والدقيق ومختلف السلع، بل شملت المنتج المحلي كالخضروات والفواكة واللحوم التي شهدت زيادة وصلت إلى نحو 200 بالمائة من أسعارها المعتادة" . وأكد الخبير الاقتصادي محبوب سامر ان ارتفاع الأسعار "عمل على الحد من قدرة المستهلكين على شراء احتياجاتهم فعمدوا إلى شراء السلع الأكثر ضرورة الأمر الذي سيؤدي في نهاية الأمر إلى ركود اقتصادي وعزوف من قبل المستهلك". وأوضح سامر أنه رغم توفر السلع بمختلف أنواعها إلا أن إقبال المستهلك يعد متواضعا بالقياس مع هو معروض منها بسبب قلة ذات اليد وكأن لسان حال المستهلك اليمني يقول " العين بصيرة واليد قصيرة". ورأى أن سعر الريال اليمني الذي شهد تراجعا وصل إلى نحو 20بالمائة من قيمته خلال شهرين اثر بشكل واضح على ارتفاع الأسعار، وانه عادة ما يقوم تجار الجملة بشراء السلع الأساسية ومختلف أنواع السلع بالعملة الصعبة. وقال خبير التغذية بمستشفى السلام علاء الدين الشامي ان العادات الاستهلاكية لشهر رمضان تتضاعف بين اليمنيين بشكل ملحوظ وبزيادة تؤدي إلى استغلال ذلك الأمر في رفع الأسعار والمبالغة فيه . وقال الشامي" لو ان كل مستهلك في رمضان حصل على احتياجاته الفعلية من السلع لما حصل الغلاء الذي شمل حتى الملابس التي عادة مايتم الإقبال عليها مع قرب العيد "مشيرا الى ان هذا الشهر يتميز عن باقي شهور السنة بأنه يقتصر على وجبتين فقط . وكانت جمعية حماية المستهلك اليمنية حذرت من استغلال بعض التجار لرفد السوق بمواد تكون قريبة الانتهاء والصلاحية. وقال الأمين العام للجمعية ياسين احمد التميمي "حذرنا في بيانات متعدده من قيام بعض التجار باللجوء الى انزال مواد استهلاكية مخزنة أو صلاحياتها قريبة الانتهاء، إلى الأسواق لبيعها في رمضان استغلالا لاحيتاجات الناس" . واضاف" لكننا وجدنا تجاوبا حكوميا من قبل لجنة شكلتها وزارة الصناعة والتجارة لمراقبة الأسواق منذ نحو أسبوعين قبل دخول شهر رمضان واستطاعت مصادرة العديد من السلع القريبة صلاحيتها من الانتهاء".