هل تؤيد دخول إخوة العروس مع أختهم ليلة زواجها؟ ورقصهم أمامها في الكوشة تحت أنظار النساء المدعوات؟.. سؤال الإجابة عنه حتماً متفاوتة، ولا يمكن حصرها في القبول أو الرفض، وإنما تتجاوز ذلك إلى فهم "العرف الاجتماعي" السائد في المكان الذي أقيم فيه الاحتفال، فمن يقبل يبرر دائماً بحالة الفرح والنشوة لحظة الاحتفال، ومن يرفض يبرر أن ذلك عمل غير أخلاقي، إذ كيف برجال غرباء يدخلون صالة أفراح وهي مكتظة بالنساء.. بين هذا وذاك اختلفت الآراء، وكانت الحصيلة هذا التحقيق. مرفوض تماماً بداية تقول "أروى" إن مشاركة الرجال أختهم في الفرح أمر مطلوب، ولكن من الأفضل أن يكون في إطار عائلي، من خلال التواجد في "غرفة العروس" داخل القاعة بعيداً عن أعين المدعوات، أما وجودهم على "المنصة" يتمايلون ويرقصون أمام النساء فهذا في نظري يخدش الحياء، والرجولة، وليس من الأخلاق دعوة نساء إلى الزواج ليتفاجؤون أن عدداً من الشباب قد دخلوا عليهم، مشيرة إلى أن هذا قد يحدث فوضى، ومواقف محرجة للشباب أمام المدعوات، وربما تطور الأمر إلى رفض الرجال المدعوين دخول أحد على محارمهم، مما يضطرهم إلى مغادرة الاحتفال مبكراً، وهم في حالة غضب. وتشير "أم محمد" الى انه جرت لديهم العادة أن دخول إخوان العروس ممنوع منعاً باتاً، فهو يمثل انتقاصاً من حق الرجال وزوجاتهم، ومن باب احترام الضيف الحفاظ على كرامته وكرامة أسرته، فكيف لرجال أغراب الدخول على محارمهم وإن كانوا بحجابهن؟، فالجميع يعلم ان المرأة لديها حب الفضول والمقارنات التي توقع بينها وبين زوجها، وان تجاوزت إحدى الأسر هذا العرف يتم تطبيق عقاب صارم على أبنائها حتى لا يتكرر هذا الفعل. قبول بشروط بينما ترى "أم ياسر" أن الأمر مقبول جداً، ولا يوجد فيه ما يدعو إلى الحساسية، وربما الشكوك، أو "الزعل"، مشترطة أن يتم إبلاغ النساء قبل دخول إخوان العروس، وتنبيههم بفترة كافية لارتداء حجابهن، وأن لا يطول مكوثهم فوق نصف ساعة، وأن يكون هدفهم الاحتفاء مع شقيقتهم، وتبادل التهاني مع الخالات والعمات اللاتي تجمعهن هذه المناسبة، والتقاط الصور التذكارية، وليس الرقص أو الاستعراض "شوفوني رقصي حلو". تأييد مطلق وتعلق تهاني من حقي أن يشاركني إخوتي فرحتي، فأنا الوحيدة بين أربع ذكور، وأشعر أن تواجدهم مهم جداً، ويضفي علي وعلى والدتي الفرحة والعزة بوجودهم جانبنا، خاصة وأن والدي متوفى، لذلك فأنا من أنصار هذا العرف، فما الذي يمنع دخول إخوتي؟، خاصة وأننا قد أعطينا تنبيهاً للحاضرات قبل دخولهم، وأجد أن النساء يزيد حماسهم عندما نخبرهم بذلك، ولا نجد التذمر أبداً، ودائماً ما تتكرر أسئلتهم هل سيدخل العريس وإخوة العروس ام لا؟. زفة العروس لحظة تتغلب فيها «عواطف الإخوان» ليتمايلوا فرحاً دون أي قصد آخر همس المعجبات وتعلق "أم رغد"، قائلة: "في حفل زواجي دخل زوجي معي إلى صالة الحضور، وكنت سعيدة جداً بوجوده جانبي، ولكن عندما وصلتني همسات النساء بأنه أجمل مني، واني لا استحقة اّثر فيني هذا الكلام كثيراً، وحرمني بهجة هذه الليلة، وندمت على إصراري على دخوله -رغم رفضه- ولكنه دخل تلبية لطلبي"، مشيرة إذا كان همس النساء كذلك للعريس، فكيف بإخوان العروس؟، ومحارمها؟، بالتأكيد الهمس سيطول كثيراً، وخصوصاً من المعجبات. حالات خاصة وتروي "سارة" تجربتها حينما دخل العريس ووالدها وأخوها في صالة النساء، وقالت: كان لأخي الحظ الأوفر من اهتمام جميع الحاضرات، وطال الحديث عنه، كيف كبر وأصبح بهذا الطول والجمال رغم انه لم يتجاوز الثامنة عشر؟، ومن يومها وأخي يعاني نوبات صرع مفاجئة لا أحد يعلم سببها حتى الأطباء عجزوا عن تشخيص حالته، فالعين حق ولا بد أن يتوخى الجميع الحذر، ويذكروا الله في كل حال وزمان، فلا أرى أي حاجة لدخول الرجال صالة النساء. وتقول "أم عبدالرحمن" لقد دخل أحد أبناء عمي في زواج أخته، وأخذ يرقص بجنون وحوله أخواته ووالدته يتراقصن معه، وأطال المكوث حتى طالبن النساء بخروجه وبشدة، ومن يومها رسخ في أذهان النساء بأن هذه التصرفات لا تصدر من شخص عاقل. وتضيف: حفيت أقدام عمتي وهي تبحث له عن عروس ولم يحالفه الحظ لذلك، فاأنا أرى أن دخول إخوان العروس أضراره أكثر من فوائده، ويستطيع الأخ اشعار أخته بفرحته في الإطار العائلي داخل غرفة العروس، دون الحاجة إلى الاستعراض، بحجة أنها أخته!. وتعلق "فاطمة الحويطي" على أن هذه العادة دخيلة علينا، وعلى مجتمعنا المحافظ، فهذا التصرف -التمايل أمام النساء- قد يؤدي الى الفتنة، سواء بقصد أم بغير قصد، وأحياناً قد تكون هناك نظرات من إخوة العروس للحاضرات، وهذا نعلمه كنساء بعد انتهاء المناسبة من حديث الفتيات عن نظرة وحركة فلان، أو بسؤال اخوان العروس عن احدى الحاضرات التي تجلس هنا أو هناك وهذا مشاهد كثيراً!.