أكد العاهل المغربي محمد السادس، في خطاب أمس الجمعة بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين ل"ثورة الملك والشعب"، أن تعنت أعداء الوحدة الترابية للمملكة "لن يزيدنا إلا إصرارا على مواصلة التطور الديمقراطي والتنموي"، مضيفا أن حقوق المواطنة لا يمكن تصورها أو ممارستها إلا في ظل الالتزام بالحق الأسمى للوطن في الوحدة والسيادة. وقال العاهل المغربي إن في مقدمة المبادرات الجريئة، التي تشكل تحولا حاسما في تاريخنا المعاصر، اقتراح تخويل الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا، وذلك مواصلة للكفاح المستمر من أجل صيانة سيادة المملكة على كامل ترابها الوطني. وأضاف "بيد أنه كلما ازداد الدعم الدولي لهذه المبادرة الشجاعة، المشهود لها أمميا بالجدية والمصداقية، تمادى خصومنا في مناوراتهم اليائسة، لعرقلتها، ونسف ديناميتها الواعدة بالتسوية النهائية المنشودة، دوليا وجهويا، لهذا النزاع المفتعل". وأبرز العاهل المغربي، من جهة أخرى، أن تخليد ملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة، لا يأتي "لكونها حدثا بطوليا مضى وانقضى، وإنما باعتبارها ثورة متواصلة..لذلك، ما فتئنا، منذ اعتلائنا العرش، نضفي عليها روحا متجددة، ونستلهم منها قيم الغيرة الوطنية، والتضحية، والصمود، لنصنع تاريخا حديثا، يليق بماضينا العريق، ويفتح آفاقا مستقبلية واعدة بتحقيق غاياتها المثلى، وذلك من خلال إطلاق مبادرات جريئة".