وجدتُ نفسي مدفوعا إلى تناول موضوع قد لا يعتبره البعض ذا مقام أو أهميّة . فقد قرأنا يوم الخميس في الصفحة الأخيرة من هذه الجريدة خبرا بارزا يقول : في قرار لا يليق بمكانة المملكة الثقافية ، الاتحاد الدولي للتصوير يُجمّد عضوية المملكة . وتفاصيل الخبر أن مبلغ الاشتراك البالغ 200 يورو سنويا( ما يُعادل 1200 ريال ) لم يُسدد . وأعلن الاتحاد الدولي ذلك ضمن فعاليات المؤتمر الثلاثين للتصوير والذي أُقيم في مدينة هانوي ( فيتنام ) بدءا من أغسطس الحالي ، ولم تتمكن المملكة حتى من التصويت على قرارات الاتحاد ، ولا من مشاركة المصورين السعوديين في المسابقات . وظلّ مكان المملكة خاليا . هذا المحفل الذي يُعدّ تظاهرة عالمية فنية للتصوير افتقدناه وافتقد كفاءاتنا بسبب عدم تسديد الاشتراك . والذي أظن أنه حصل أن الدواوينية ( البيروقراطية ) كانت هنا أو هناك ، وأن فقدان بند يُجيز للجهة صرف 1200 ريال للاشتراك السنوي في " اتحاد تصوير . ! " كان السبب وراء ذلك . وقد يحتاج إذنا من مراجع مالية أو إدارية أو غيرها . فلكي تجتمع المراجع المالية والإدارية و " الغيرها " يكون المؤتمر قد فات وانقضى ، وخمد الوهج الإعلامي الذي تطمح المملكة للحصول عليه علميّا ورياضيا وفنيّا . بيت الفوتوغرافيين السعوديين التابع لوزارة الثقافة والإعلام هو – في فهمي – الجهة المسؤولة عن المتابعة . لكن الوزارة ذاتها وبيت الفوتوغرافيين ضاعا بالشد والجذب مع جهات أخرى ربما لا ترى في الموضوع جدوى أو لا تُقرّ التصوير من الأساس ، ولا تملك الحيلة والوسيلة لدفع مال حكومي للاشتراك في " اتحاد دولي " لمصوّرين . والذي لم يعد خافيا على كل متابع أن وزارة الثقافة والإعلام ومعها وسائل النشر والتعريف تحرص على إظهار الجوانب المضيئة . فكم مرّة رأينا مناشط تجمعات الطلاب والطالبات في الخارج يقيمون معارض من نوع أو آخر . وحتى " الكبسة " السعودية تظهر في صحافتنا المحلية وقد أقامها الناشطون والناشطات في الخارج . فكيف نهتم بجانب ونترك آخر . لا .. والأدهى من ذلك أن يُعلن اسم المملكة وقد تخلّفت سنتين متتاليتين عن تدبير مبالغ بسيطة كهذه . من تلك الفعاليات والنشاطات العالمية نستخلص أفكارا وأساليب عصرية . والتصوير الفوتوغرافي هو أحد الأصعدة المهنية المطلوبة عالميا . مشاريع الإعلام كثيرة ومتزايدة ومتغيّرة فلابدّ من وضع " بند " أو " سلفة "تفي بجعلنا ذوي حضور . ولا نتائج طيبة لإعلامنا في غير ذلك .