علمت «الرياض» أن السلطات المغربية أجرت اتصالات مع نظيرتها الإسبانية من أجل تسليمها اثنين من المغاربة الثلاثة الذين تم اعتقالهم يوم 24 من شهر ديسمبر الماضي ببرشلونة ويجري التحقيق معهم من طرف القاضي الإسباني بالمحكمة الوطنية بالتزار غارثون المكلف بالنظر في قضايا الإرهاب. وأكدت مصادر أمنية أن المتهمين الإثنين (عبد المجيد.ب) و(محمد.د) كانت صدرت في حقهما مذكرة بحث منذ 18 ديسمبر الماضي وأن المخابرات المغربية كانت تتعقبهما لما يزيد عن السنة والنصف وذلك للاشتباه في تورطهما بالانتماء لجماعة إرهابية يطلق عليها اسم «أسود خلدن» كان أسسها الفرنسي الملقب ب«الحاج روبير» المحكوم عليه بالمؤبد في المغرب لاتهامه بالتورط في تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية والتخطيط والإعداد للقيام بعمليات تخريبية. وكشفت المصادر ذاتها عن تنسيق كان جرى بين المخابرات المغربية ونظيرتها الإسبانية في تتبع وملاحقة أفراد الشبكة الإرهابية المذكورة وتبادل معلومات مهمة عن نشاطاتها مما قاد إلى اعتقال عناصرها يوم 24 من ديسمبر الماضي ببرشلونة على يد قوات الأمن الإسبانية. وأفادت المصادر أن المخابرات المغربية كشفت لنظيرتها الإسبانية عن فحوى مكالمة هاتفية لأحد المغاربة الثلاثة الذي كان حل بالمغرب من اجل إجراء اتصالات مع وسيط لمافيا تشيكية متخصصة في بيع الأسلحة والمواد التفجيرية. ويذكر أن مصادر صحافية اسبانية كانت كشفت هي الأخرى استنادا إلى مصادر قضائية عن تنسيق بين المخابرات الإسبانية والمغربية من اجل الكشف عن نشاطات الشبكة الإرهابية المذكورة التي تبين أنها كانت تسعى للحصول على مادة «الزئبق الأحمر» من أجل استعمالها في عمليات تخريبية بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية وذلك إما في إسبانيا أو المغرب. وكانت ذات المصادر ذكرت أن هذا المتهم نفى لدى الإستماع إليه أن يكون اتصاله بالمواطن التشيكي المذكور من أجل الحصول على مادة «الزئبق الأحمر» وقال إن الهدف من الاتصال به كان من أجل شراء كمية من الذهب. غير أن متهما ثانيا بحسب ذات المصادر اعترف أن الأمر يتعلق فعلا بالحصول على مادة «الزئبق الأحمر». وأفادت المصادر نفسها من جهة أخرى أن السلطات الإسبانية تمكنت من الوقوف على معطيات جديدة تفيد في التدقيق أكثر حول اعتداءات 16 مايو الإرهابية التي استهدفت خمسة مواقع بمدينة الدارالبيضاء من بينها النادي الإسباني «كازا دي إسبانيا» والذي شهد أكبر عدد من الضحايا. وكان القاضي الإسباني بالتزار غارثون المكلف بقضايا الإرهاب استمع الأسبوع الماضي إلى المغربي إدريس شلبي المعتقل بأسبانيا على خلفية تورطه في أحداث الدارالبيضاء الإرهابية وأنه تم الكشف عن وجود مكالمة هاتفية لم يفصح عن فحواها من الممكن أن تساعد في فك الخيوط المتعلقة بالإعداد لهذه الاعتداءات. وكانت مصادر صحافية اسبانية أفادت أن المغاربة الثلاثة الذين كانوا اعتقلوا يوم 24 ديسمبر الجاري ببرشلونة كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية بأسبانيا أو المغرب بمناسبة رأس السنة الميلادية باستعمال مادة «الزئبق الأحمر» الخطيرة. ووجهت المحكمة الوطنية الإسبانية إلى المغاربة الثلاثة تهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي والتآمر للقيام بعمل إرهابي». وبحسب عريضة الاتهام فإن المشتبه فيهم حاولوا الحصول على مادة «الزئبق الأحمر» من أجل استعمالها في عمليات إرهابية تم الإعداد لتنفيذها خلال الاحتفالات برأس السنة الميلادية وذلك إما في المغرب أو إسبانيا. ويشار إلى أن «الزئبق الأحمر» مادة مشعة كان اخترعها العلماء السوفييت خلال الحرب الباردة ويمكن استعمالها لصناعة ما يسمى ب«القنبلة القذرة» بدون الحاجة إلى البلوتنيوم أو اليورانيوم المخصب حيث يمكن تفجيرها فقط بواسطة صواعق الديناميت، كما يمكن لقنبلة كهذه أن تخلف آلاف الضحايا في مساحة واسعة دون أن تؤدي إلى انهيار المباني. وأشارت الصحافة الإسبانية استنادا إلى مصادر قضائية إلى أن المشتبه فيهم كانوا أجروا اتصالات بمواطن من أصل تشيكي يعمل وسيطا لمافيا تشيكية متخصصة في بيع الأسلحة والمتفجرات التي حصلت عليها بعد انهيار المعسكر الشرقي. وقالت المصادر إن هذا المتهم نفى لدى الاستماع إليه يوم الإثنين الماضي أن يكون اتصاله بالمواطن التشيكي المذكور من أجل الحصول على مادة «الزئبق الأحمر» وقال إن الهدف من الاتصال به كان بهدف شراء كمية من الذهب. غير أن متهما ثانيا بحسب ذات المصادر اعترف أن الأمر يتعلق فعلا بالحصول على مادة «الزئبق الأحمر». من جهة أخرى أفادت المصادر نفسها أن السلطات الإسبانية تمكنت من الوقوف على معطيات جديدة تفيد في التدقيق أكثر حول اعتداءات 16 مايو الإرهابية التي استهدفت خمسة مواقع بمدينة الدارالبيضاء من بينها النادي الإسباني «كازا دي اسبانيا» والذي شهد أكبر عدد من الضحايا. وذكرت المصادر أن القاضي الإسباني بالتزار غارثون المكلف بقضايا الإرهاب استمع الاثنين الماضي إلى المغربي إدريس شلبي المعتقل بأسبانيا على خلفية تورطه في أحداث الدارالبيضاء الإرهابية وأنه تم الكشف عن وجود مكالمة هاتفية لم يفصح عن فحواها من الممكن أن تساعد في فك الخيوط المتعلقة بالإعداد لهذه الإعتداءات. واستمع القاضي بالتزار غارثون في نفس الملف الذي يحقق فيه والمتعلق باحتمال تورط شبكة القاعدة بأسبانيا في تفجيرات الدارالبيضاء إلى الإسباني من أصل سوري عماد الدين بركات جركس الملقب ب«أبو الدحداح» والمتهم بكونه زعيم شبكة القاعدة بإسبانيا. ويذكر أن «أبو الدحداح» كان جرى اعتقاله بأسبانيا منذ شهر نوفمبر من سنة 2001 فيما جرى اعتقال المغربي إدريس شلبي بعد صدور مذكرة بحث دولية في حقه على خلفية احتمال تورطه في اعتداءات الدارالبيضاء الإرهابية.