أطل علينا شهر رمضان المبارك شهر الخير والعبادة، ، وبدأنا نتداول عبر الرسائل القصيرة التهاني والتبريكات، والدعاء بالرضوان والمغفرة، وقبل ذلك حاصرتنا الفضائيات بإعلانات مكثفة وصاخبة عن العديد من المسلسلات والبرامج التي ستساعد الجميع على تسلية الصيام، سباق غريب، لكسب المعلن أولاً، ومن ثم المشاهد، وأصبح " الممثل" هو الطبق الرئيس كل مساء، ومنذ سنوات حاصرتنا نماذج غريبة لبعض الممثلين ، ربما من قبيل الاجتهاد منهم لكسب ضحكة أو أضعف الإيمان ابتسامة المشاهد، هذا "الممثل" جاء بأشكال مختلفة، الحزين والساخر، المتحدث والمثقف، لاسيما عندما يشارك في برنامج حواري أو مسابقات،ويكون الضحية، عندما ينخدع ببرنامج الكاميرا الخفية، أو غيرها من المسميات، حتى أن أحد الأصدقاء قال لي: أكيد "حليمة بولند" سيصيدونها للمرة الخمسين، وياللبراءة، مشكلتنا أن هذا الطبق الرمضاني الرئيس وأعني به "الممثل"، لا يقدم دائماً بصورة جيدة، قد يكون مالحاً وبكل تأكيد سيرفع الضغط، وربما يكون سمجاً، بلا طعم ولا رائحة، تداول هذا الطبق بين الفضائيات، وتقبل البعض للوجبة الأولى التي قد تكون إلى حد ما مستساغة، هيأت لهذا الطبق التكرار، بنفس الطعم و جعلت الفضائيات تتوقع إن الإعجاب سيتكرر، على الرغم من أن الناس تحرص على ماهو جديد ومختلف، مثال ذلك حرصها على الأطباق التركية والغربية، وغالبيتها أعدت بصورة جيدة، أنا لست ضد أي ممثل، ولا أسخر منهم، ولكن، في رمضان شهر الخير، لا نحب أن نصاب بتلبك ذهني، ربما من الأفضل الاتجاه إلى القراءة و تصفح الحاسب بعد كسب أغلب الوقت لقراءة القرآن، ولكن والأسرة مجتمعة على مائدة الإفطار، لابد أن يكون في أغلب البيوت ذلك الطبق، لذا نريده طيباً شهياً،قلت قبل قليل "على مائدة الإفطار" جاءت في السياق، ليرحمك الله شيخنا علي الطنطاوي، كنت ممتعاً، محبوباً، مكانك لا يزال شاغراً، أنا أكتب هذه الزاوية، وستنشر إذا أراد الله في أول يوم من شهر رمضان المبارك، ربما يقول البعض، انتظر قليلاً، وشاهد سباق الفضائيات، لا بأس لننتظر، أتمنى أن نشاهد عملاً يستحق الوقت الذي نقضيه في متابعته، أتمنى أن نشاهد دراما محلية جيدة، بعيدة عن التهريج والاستخفاف بعقول المشاهدين، وأن نشاهد دراما خليجية بعيدة عن السحر والمخدرات، والغدر والخيانة و..، لابأس.. كل ما أقول رمضان كريم وجعلكم الله من صوامه وقوامه ومن المقبولين.