احتفل الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة بجائزته لمعلم التربية البدنية المثالي بحضور الأمير سلطان بن فهد يوم الأحد 23/6/1431ه. وقد اطلعت يوم الخميس 27/6/1431ه على مقال الأستاذ منصور الحسين المنشور في صحيفتكم الغراء وقد لامس هذا المقال الجرح. وسأتحدث عن واقع التربية البدنية المثالية. ومما أعيشه يومياً في مدرستي عن هذه المثالية المتدنية. فإذا أردت أن تعرف مستوى نجاح تدريس التربية البدنية لدى الطلاب فالمعيار المناسب هو مستوى التفوق الذي يحققه طلابنا في المسابقات الرياضية العربية أو الدولية إذا كان هناك مسابقات شاركنا بها. ان الضعف الذي يشهده تعليم التربية البدنية والرياضة يعود في المقام الأول إلى غياب المشرف التربوي المتميز والواعي. فالمقرر الدراسي لمادة التربية البدنية موجود ويضم موضوعات عن مختلف الألعاب الرياضية، القدم والطائرة والسلة واليد والتنس.. الخ ومع ذلك لم أشاهد زميلي معلم الرياضة (أو كما يحبون ان يطلقوا على أنفسهم معلم تربية بدنية) يدرس الطلاب قوانين الألعاب الأخرى. بل كل الذي أشاهده من أول العام إلى الآن ان الطلاب يلعبون كرة القدم فقط. نعلم ان كل الطلاب يحبون الرياضة ومع ذلك لم يعرفوا منها إلا كرة القدم. وفي نفس المقام كل الطلاب يكرهون الرياضيات والعلوم ومع ذلك تعلموها وعلى أقل حد نجحوا في الرياضيات إلى جانب ان جزءا منهم مبدعون فيها ومبتكرون، وتجد مبتكرات سنوية من الطلاب كما تجد متحدثين في الاذاعة المدرسية أفضل من المعلمين. كل ذلك بسبب ان معلم الرياضة فضل الراحة والاستجابة لرغبات الطلاب. أم معلم الرياضيات والعلوم واللغة العربية فإنه استجاب للواجب مع التعب الذي يعانينه يومياً سواء في الشرح ومناقشة الطلاب أو في تصحيح الدفاتر في أوقات الفراغ أو في المنزل، ولم يستجب لرغبات الطلاب ولهذا ظهرت النتائج. والسبب في تكاسل معلم الرياضة هو ثقته التامة بأن المشرف التربوي الذي سيزوره سيعطيه «امتياز» على أقل تقدير وذلك لضعف مستوى المشرف أو، لأنه مستهتر ويزور المدرسة لدقائق هذا إذا كان من المجتهدين ويزور المعلمين في المدارس. اسمحوا لي ان اتحدث عن المشرف التربوي الذي يزورني في مادة الرياضيات فهو يقوم بالاطلاع على دفاتر الطلاب ومستوى اجابتهم في الدفتر وليتأكد من اهتمامي بواجبات الطلاب، ولا يكتفي بذلك بل يسأل الطلاب مباشرة عن بعض المسائل في المنهج التي قاموا بدراستها لكي يتأكد ان تدريسي جيد وان الطلاب يستوعبون لي. وإذا وجد عندي أي قصور في أي جزئية من أساليب التدريس فإنه يطلب مني زيارة معلم رياضيات متميز آخر سواء في مدرستي أو في أي مدرسة أخرى أو يسعى إلى تسجيلي في دورة تعالج النقص الذي لديّ. ولكن معلم الرياضة لديه منهج محدد في الفصل الأول. ومنهج محدد في الفصل الثاني ومع ذلك يقوم مشرف التربية البدنية بزيارة المعلم في المدرسة ولا يسأل الطلاب أو يتعرف منهم على ماذا يعرفون من قوانين أو فنون أداء الألعاب الأخرى ويخرج من المدرسة وقد وضع للمعلم امتياز (هذا إذا زار المدرسة مع انها تمضي السنة وأخرى لم نر مشرفاً للتربية البدنية يزور المعلمين لدينا (فبعض المشرفين تجدهم في الصباح في الاتحادات الرياضية التي يعملون بها. أو في أنشطة أو مجالات أخرى إن لم يكن نائماً في المنزل. وإذا أردتم يا سمو وزير التربية نجاح التربية البدنية في المدارس اجعلوا مشرفي الرياضيات والعلوم واللغة العربية هم الذين يزورون ويقيمون معلمي التربية البدنية فستجدون خلال خمس سنوات اننا نتأهل إلى كأس العالم والأولمبياد الدولي في مختلف الألعاب وليس في كرة القدم. الخلل الكبير والذي يغفل عنه الجميع هو في الإشراف التربوي لمادة التربية البدنية سواء على مستوى الوزارة أو على مستوى ادارات التعليم. ولن ينصلح الوضع إلا بإصلاح القاعدة الأساسية للهرم.