المثاليون والمتميزون عملة نادرة في جميع المجالات، ولكنهم في مجال معلمي التربية البدنية والرياضة فإنهم اقل بكثير جدا بل يمكن أن نقول انهم رابع المستحيلات. والسبب في ذلك انه لم يسبق أن وضعت أي جائزة لمعلمي التخصصات المختلفة من قبل. ولكن معلمي التربية البدنية قد قام الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة بوضع جائزة معلم التربية البدنية المثالي والتي سيرعى حفلها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد يوم الأحد المقبل وبمكافأة جيدة لهم ومع العدد الكبير منهم والذي يتجاوز أكثر من 11 ألف معلم للتربية البدنية والرياضة فانه لم يتقدم لهذه الجائزة إلا اقل من ثلاثة بالمائة وتحديدا قرابة 337 معلما( بعد تعميم الوزارة لكل المدارس عن الجائزة ثم الواسطات والزيارات من قبل المشرفين المكلفين من الاتحاد) وبعد الفرز والتمحيص لم يوجد متميز منهم إلا اثنان بالمائة فهذا يؤكد أن هناك خللا في واقع تدريس التربية البدنية وخللا في معلميها، وربما يعود السبب في ذلك إلى القصور أو الجهل الموجود من مديري المدارس ثم من مشرفي التربية البدنية. والسبب في ذلك أن عمل معلم التربية البدنية مكشوف في ساحة المدرسة فيمكن أن يطلع مدير المدرسة هل معلم التربية البدنية يؤدي الدرس بالمنهج المقرر الصحيح. ومما يؤكد أن هناك قصوراً في تدريس التربية البدنية والفشل الذريع لمشاركات طلابنا المدرسية الرياضية الخارجية. وفي المقابل نجد أن تميز وتفوق طلابنا في المشاركات الخارجية في الفيزياء والكيمياء والحاسب وغيرها من المجالات. والحقيقة المرة ان واقع التربية البدنية السيئ ليس حديثا فقد عشت ذلك طالبا قبل أكثر من 30 عاما ثم عايشته ذلك معلما قبل قرابة 15 عاما ثم ألمسه الآن في ابني وأبناء إخواني وأقاربي الذين اجتمع معهم أسبوعيا فهم لا يعلمون من أصول وقواعد جميع الألعاب الرياضية إلا كرة القدم والتي تعرفوا عليها من المعايشة وليس من المعلم في المدرسة. أما باقي الألعاب لم يتعرفوا عليها نهائيا. مع احترامي وتقديري لكل معلمي التربية البدنية ومشرفيها ولكن عدم تقدمكم لهذه الجائزة يرسخ قناعتي بأن جميع معلمي التربية البدنية والرياضة - إلا الشاذ منهم - اقل من المستوى المطلوب ولا يقومون بدورهم التعليمي كما ينبغي. نأمل أن تقوم وزارة التربية والتعليم بمراجعة دقيقة وشاملة لواقع مشرفي التربية البدنية وإجراء دورات لمديري المدارس لتعريفهم بمنهج متابعة وتقويم معلم التربية البدنية في المدرسة. فإذا لم يصحح واقع إشراف التربية البدنية فلن يتم تصحيح واقع الرياضة المدرسية نهائيا. ولن تتطور الرياضة في المملكة نهائيا. بل سنظل نعتمد على اللاعب الأجنبي مثل المدرب الأجنبي والحكم الأجنبي. ولهذا أنا أطالب الاتحاد أن تشمل الجائزة جميع معلمي التربية البدنية في المملكة سعوديين وغيرهم فهم يدرسون أبناءنا وتميزهم يعود مردوده على أبنائنا ويستحقون الإشادة والتكريم. مع أني أتوقع إذا فتحت لهم فسنجد كل المتميزين الذين يفوزون بالجائزة هم من المعلمين غير السعوديين و لا يفوتني أن اهنىء المعلمين الذين فازوا بجائزة هذا العام في دورتها الثانية. متأملا منهم ان يسعوا إلى مواصلة تميزهم من خلال نقل تجربتهم إلى اكبر عدد من معلمي التربية البدنية في مدينتهم وفي المملكة عموما. * المشرف الاعلامي بالاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة