أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية ان المملكة ومصر تبذلان جهودا موفقة لنشر ثقافة الحوار القائم على التسامح ونبذ التعصب والكراهية . وقال مفتي مصر خلال لقائه أمس الدكتور جولث شيجن نائب رئيس وزراء جمهورية المجر بحضور السيد بيتر كيثك سفير المجر بالقاهرة "ان المؤسسة الدينية في مصر تتبنى الدعوة إلى الحوار مع الآخر سواء كان هذا الحوار حوارا بين أتباع الأديان أو حوار ثقافات بهدف الوصول إلى غاية واحدة تنشدها الإنسانية جمعاء وهي التعايش السلمي بين مختلف الشعوب واحترام التعددية الدينية والحضارية". مضيفا ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أدرك بحنكته السياسية أهمية هذا البعد فأطلق مبادرته التاريخية للحوار بين الأديان والحضارات التي عبرت عن مدى اهتمام العالم الاسلامي بتحقيق السلام والاستقرار في العالم . وأكد جمعة أن ما تبثه بعض وسائل الإعلام الغربية حول صورة العرب والمسلمين في رؤيتهم وتعاملهم مع الآخر امر ينقصه كثير من الفهم والدراية بقيم وتقاليد هذه المجتمعات ويعمل على تشويه صور هذه المجتمعات لدى متابعي هذه الوسائل مما يتطلب تفعيل الحوار بين الطرفين لإتاحة الفرصة لكي يتعرف كل طرف عما لدى الآخر من ثقافة وحضارة ومواقف ثابتة تجاه بعض القضايا مثل التطرف والإرهاب . وقال ان الشعوب بحاجة ماسة للتقارب وتبادل الأفكار ولحوار إنساني متحضر لتتمكن من مواكبة ما يحيط بها من متغيرات، لافتا إلى أن مصطلح حوار الحضارات يعني بالأساس التشاور والتفاعل الثقافي والتعاطي الإيجابي والموضوعي والفعال والتبادل التكنولوجي. وشدد على ضرورة مد جسور مشتركة للتواصل الحضاري بين الغرب والشرق وأن تكون هذه الجسور قائمة على الفهم المتبادل لمنظومة القيم والعادات ولا تحكمها " أفكار نمطية أو مسبقة ".