** انتقلت العشرات من الكليات التربوية من هيكل التعليم العام إلى هيكل التعليم العالي منذ عام (1425ه).. وأصبحت جزءا من مهام ومسؤوليات الجامعات القائمة أو الناشئة أو المحدثة أخيراً.. ** وعلينا أن نعترف.. بأن هذا التنظيم وإن كان قد اقتفته المؤسسات التعليمية إلا انه قد جلب معه الكثير من السلبيات .. لأن تلك الكليات كانت بمثابة أجنة غير شرعية في رحم التعليم العام.. وبالتالي فإن الاهتمام بها..وإتقان التخطيط لمسيرتها لم يكونا بالصورة التي تتطلبها طبيعة وظائفها وأدوارها التي كان عليها أن تضطلع بها.. ** وما أرجوه هو .. ألا يغضب هذا الكلام منسوبي تلك الكليات أو المسؤولين عنها.. لأنني لا أوجه لهم اللوم على ضعف مخرجات كلياتهم.. وانما اقرر أمراً يشعر به الجميع وهو أن تلك الكليات لم تكن تنال كل ماهي جديرة به من إمكانات.. ومن خطط وبرامج ترتفع بها إلى مستوى الأهداف التي أنشئت من أجلها.. ** وعندما أقول إن الجامعات قد رزئت بهذا الحمل الثقيل.. فإنني أعني ما أقول.. بل وأؤكد على ان المسؤولية الآن أخطر بكثير .. وأن على الجامعات ان تعير هذه الكليات ما هي جديرة به من إعادة تخطيط.. وتقويم لبرامجها.. وخططها .. ومناهجها.. وتجهيزاتها.. وكوادرها الأكاديمية والفنية والإدارية حتى تقدم لنا مخرجات يحتاج إليها الوطن.. بدل ان تستمر في تقديم مخرجات تضاعف مأساة البطالة بين الخريجين والخريجات.. ** وأنا عندما أقول هذا الكلام.. فإنني أقوله عن إدراك ومتابعة لأوضاع عشرات الكليات المتعثرة حتى بعد ارتباطها بالجامعات.. إذ إن شعورها بالعزلة.. وإنها ما تزال جسماً غريباً في جسد العملية التعليمية.. لم يتغير بعد حتى بعد إلحاقها بالتعليم العالي .. وربطها بالجامعات القائمة مباشرة. ** وما أرجوه هو أن تقوم وزارة التعليم العالي باتخاذ خطوات عملية لضمان دمج هذه الكليات بصورة عملية في هياكل الجامعات وضمن خططها وبرامجها التوسيعية بعد ان تعيد تقويم أوضاعها .. وإصلاح اوجه الخلل فيها وربطها بقوة.. بهيكل كل جامعة.. بدلاً من ان تظل محسوبة عليها.. وهي في الحقيقة بعيدة عنها.. *** ضمير مستتر: **(تضخم الجامعات قد يجني عليها.. ويُضعف مخرجاتها النهائية.. ويحوّلها إلى مؤسسات لتفريخ بطالة جديدة .. أيضاً).