من باريس نجد وعبق الماضي الجميل تطل علينا مدينة عنيزة ، هذه المدينة التي ينسى فيها الغريب أنه غريباً فهو بين أناس ألفوا مثله ، تتعدد في مدينة عنيزة المناسبات الترويحية فما بين مهرجان الغضا ومهرجان التمور يطل مهرجان عنيزة السياحي الصيفي كل عام ، فهل لنا ان نتساءل : هل يعتبرأبناء عنيزة مهرجان مدينتهم في المستوى المأمول وكيف يصفون مهرجانات المناطق المتعددة في المملكة وهل كانت فعالياتها تستحق أن تشد إليها الرحال. حول هذا الموضوع تتحدث أمل المكتوم بقولها « لدينا برامج وأنشطة نسائية لا يمكن لأي بلد منافستها وخاصة البرامج الدينية والثقافية للمرأة، بالإضافة إلى التنافس في المهرجانات، وهذا مايغنيني عن السياحة الخارجية، علاوة على مايختص بتراثنا وهو ماسأفتقده في الخارج. الظروف الاقتصادية تتحكم أبو فراس – أب لأربعة أبناء – يقول « لدى الكثير من الأسر ورغم التطور في سياحتنا الداخلية إلا أن الظروف الاقتصادية للأسرة هي المتحكمة في الوجهة ومن خلالها يتم النظر وتحديد المكان ، فنحن نلاحظ الكثير من الأسر قد أمضت أيامًا من إجازتها في إحدى ربوع مملكتنا، وقد قضتها بين التنزه في المواقع السياحية والترفيهية بسعادة واطمئنان، ومع ذلك نجدها في وسط أو نهاية الإجازة قد أقلعت للسفر لإحدى الدول الخارجية، ولهذا لا أقول بأن السياحة الداخلية أغنتهم عن السياحة الخارجية وهذا لا ينطبق على جميع الأسر، وأنا عن نفسي أفضلها داخلية فلم أجد ما يغنيني بعد عن متعة السفر إلى عسير مع الأهل والأصدقاء بل وأشجع عليها. الأسعار نار واعتبرت أمل المنيفي – موظفة - « أن تلاعب بعض المستثمرين في الخدمات السياحية هو ماينفر المواطنين من الاستمتاع بالسياحة داخليًا، والتي تتمثل في ارتفاع أسعار السكن في الفنادق والشقق والمواقع الترفيهية، رغم أن مدن المملكة لم تدخر وسعًا في تنظيم مهرجانات رائعة وبرامج مفيدة وممتعة للمواطنين تجبرهم على عدم مغادرة البلاد وفي الوقت ذاته نجد أن الأسعار تنهش جيوب المواطنين فتقصي البعض عن التفكير في قضاء الإجازة في الداخل . أما أم هتاف – ربة منزل – فتقول « اعتدنا السفر خارجيًا ليس انتقاصًا من سياحتنا الداخلية ولكن أسرتي اعتادت على زيارة إحدى الدول الخارجية سنويًا ولمدة لاتتجاوز الأسبوعين كنوع من التغيير، بالإضافة إلى أن أسعار الخدمات لديها متوسطة علاوة على تكوين صداقات مع عدد من الأسر في الدولة نفسها. أم أنس لها رؤية أخرى حول الموضوع إذ قالت « سياحتنا رغم مافيها من مقومات تشدك إليها ، إلا أنه عندما أجد الفرصة السانحة للسفر خارجيًا فلن أتردد ومن ذا الذي لا يود اكتشاف العالم من حوله، الحقيقة أن من اعتاد على السفر خارجيًا فهو مغادر لا محالة ومع ذلك لا يفوت سياحته الداخلية، فنجد البعض يقسم وقته مابين الداخل والاستمتاع بمهرجانات الصيف ومابين سياحته الخارجية. حلاوة السياحة الداخلية وتخالفها في الرأي مريم العوض – تعمل في قطاع صحي - حيث تقول « مهما كانت المغريات للسياحة الخارجية فسياحتنا الداخلية تغنينا عنها، فالأمن والأمان الذي ننشده لن نجده في الخارج وما نسمعه في وسائل الإعلام من عمليات النصب والاحتيال تجعل السائح يضطر إلى قطع الرحلة والعودة إلى بلاده مبكرًا فيحول دون استمتاعه بالرحلة وذلك كفيل بعزوفي عن السياحة الخارجية. الجوهرة تحكي عن واقعها فتقول « منذ أكثر من ثماني سنوات وأنا أقضي إجازتي خارج البلاد وفي العام الماضي اضطرتني الظروف للبقاء داخل المملكة سافرت خلالها إلى إحدى المناطق المعروفة بأجوائها الخلابة وطقسها البارد ، قضيت فيها ما يقارب العشرين يوما استمتعت بمهرجان الصيف فيها واشتركت كعضوة في أحد المراكز الصيفية مع قريبات لي وأمضيت أيامًا هناك وفي هذا العام لم أفكر في السفر للخارج نهائيًا فقد تذوقت حلاوة السياحة الداخلية بين أهلي وأقربائي . انخفاض مبيعات التذاكر من جانبه أوضح أبو راكان موظف في أحد مكاتب الطيران بقوله : في هذا العام انخفض مستوى مبيعات تذاكر السفر خارجيًا، وفضل العديد من المواطنين السياحة الداخلية وهذا يعود إلى الفترة الزمنية للإجازة حيث تزامنت مع قرب موعد شهر رمضان المبارك، كذلك لن يتسنى للمواطنين السفر خارجياً بعد انتهاء الشهر الفضيل حيث سيتزامن مع قرب موعد عودة الموظفين والمدرسين إلى العمل وهذا من شأنه أن يجعل المواطن أكثر صلة بالداخل، فينصرف معظمهم للسياحة الداخلية مما يشجعه مستقبلاً على تكرارها وقضاء فترة الإجازة داخليًا كونه تعرف على مناطق وأماكن لم يكتشفها في وطنه تجعله يكرر الزيارة إليها وسينقل انطباعاته عن ذلك المكان لمواطنين آخرين.