بما أن كل نفس ذائقة الموت، فلا بد أن نرضى بما كتبه الله لنا، عندما تحين ساعة موت أحدنا، فنقول إنا لله وإنا إليه راجعون. رحمك الله وغفر لك يا سعود فالح الهوياني، فأنتم السابقون ونحن اللاحقون، كان رحمه الله يستقبل من يأتيه بابتسامة لا تفارق محياه، فالأخلاق الحميدة خلقت معه منذ صغره، كان يوقر الكبير ويحترم الصغير، فكلاهما أحباه. اتصف بالتواضع، فليس له خصوم، لم يتحدث معي يوماً عن الماديات التي طغت على أغلبنا في زمن العولمة المؤلمة، كان قنوعاً بما قسمه الله له، جمعتني به رحمه الله لقاءات أثناء موسم هجرة الطيور، فقد قضينا ما يقارب العشر سنوات معاً، ينتابني فرح وسعادة عندما يأتي موسم هجرة الطيور، لأنني سوف أقضي معه أياماً وليالي نتسامر بها في صحارى مملكتنا الحبيبة، كان رحمه الله على اتصال دائم معي وحريص على خوّتي، ومات وهو لا يعلم بأنني أحرص منه على خوّته. كان رحمه الله لا يشكو مرضه لأحد فقد كان فرحه من فرح من حوله. فقد كان رحمه الله حريصاً على سعادة الآخرين على حساب صحته. فمن الوفاء لك يا سعود ذكر بعض من خصالك الحميدة، وأدعو الله أن يرحمك برحمته التي وعدنا بها. إنه سميع مجيب.