كلمة هداج: صيغة مبالغة وتعني المشي مشية الشيوخ اي كبار السن والضعفاء، المشي برفق وربما بارتعاش، وقد يصحب مثل هذه المشية ويلازمها الهدوء، ولعل الكلمة لا تخرج عن هذا المعنى. والهودج: قد لا يكون له علاقة بتلك الكلمة من حيث النشأة، لكن اردت من ذكر الكلمة التذكير بأن الهودج يحمل برفق وببطء ودون اسراع، وذلك رفقاً بمن فيه من النساء. ومكونات الهودج: عدد من الأخشاب الرقيقة سهلة التشكيل تقوس على شكل يشبه القبة، تعلو منبسط من اخشاب اقوى منها كظهر سرير يتصف بالمتانة او هو بالأحرى مقعد متنقل يوضع على الجمل تركب داخله المرأة. ويكسى الهودج كله اعلاه وجوانبه بنسيج من صوف او غيره ويزين بالألوان والزخارف ويبطن فلا يبرز من اخشابه سوى بعض اطرافه كمقابض من الخارج لحمله او انزاله، والهودج في مجمله شبيه بظلة او مظلة تقي من بداخلها كل العوامل الخارجية الطبيعية والبشرية فالطبيعية مثل البرد والريح والبشرية رؤية الناس لمن بداخلها او انكشاف من بداخله من حركة او هواء. وقد عمل الهودج اساساً لتحقيق الستر للمرأة اثناء ركوبها على البعير، وشكله يوحي بالوجاهة ولذا فقد يعجز عن الحصول عليه عامة الناس الرحل فأصبح من مراكب الخواص لا من مراكب الجميع والركب من المسافرين ويبدو ان صناعته وتجهيز زخارفه كلها من عمل اهل الحاجة انفسهم من البادية كما ان نسيج صوفه وكل اعماله وتمامه من عمل نساء البادية كما يعملن بيوت الشعر وينسجن الساحات والخروج وخلافها.